وجهت حكومة جنوب السودان إنتقادات جدية للحكومة السودانية واحتجت على إستضافة الخرطوم متحدثاً باسم النائب السابق للرئيس رياك مشار الذى يقود تمرداً على حكومة الجنوب. وكان المتحدث باسم رياك مشار يوهانس موسى عقد يوم الخميس الفائت مؤتمراً صحفياً في الخرطوم نفى فيه دعم الحكومة السودانية لمتمردي الجنوب وقال إن بمقدروهم السيطرة على كافة مناطق البترول الجنوبي لولا توجيهات قائدهم مشار بسبب تخوفاته من إقدام الجيش الأبيض الموجود بمناطق النفط في أعالي النيل على تدمير تلك الحقول التي تمثل عصب إنتاج النفط حالياً. وكشف المتحدث بإسم المتمردين عن تعطيل القاهرة لزيارة مشار إلى مصر وأكد إمتلاكهم لمعلومات تشير إلى وجود إتصالات وإتفاق أمني بين جوباوالقاهرة لتبادل الدعم العسكري. وقال إن قادتهم في الميدان وضعوا أيديهم على أسلحة مصرية متطورة في ساحات المعارك، قبل أن يضيف "لكننا حتى الآن لم نتأكد بشكل قاطع". ونفى السفير المصري لدى جنوب السودان أيمن الجمال دعم بلاده حكومة الجنوب عسكرياً وكشف عن موافقة القاهرة على طلب زيارة لمصر تقدمت به مجموعة مشار، ولكن قيادات التمرد تأخرت لأسباب غير معروفة. وقال الجمال إن بلاده لا ترى أي مبرر للإتهامات التي أطلقها المتحدث باسم رياك مشار ضد القاهرة في أنها تدعم حكومة جنوب السودان في الأزمة التي تمر بها البلاد. وأبدى يوهانس تحفظات من موقف الخرطوم الرافض لدعم المتمردين، وزاد "كمبالا العدو التاريخي تدعم جوبا ومتى ما تغدت بنا ستتعشى بالخرطوم". وتابع "هدفنا الرئيسي في حال فشلت الجولة الحالية من المفاوضات أن نسيطر على كافة مناطق البترول بالجنوب لإحداث تكافوء في المعركة". وابدت سفارة دولة الجنوب فى الخرطوم فى تعميم صحفي أصدرته السبت إستياءها من تلك التصريحات وأطلاقها من الخرطوم وإعتبرت فى الخطوة خرقاً صريحاً لإتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين. وأشار مسؤول الإعلام قبريال دينق في التعميم، إلى أن إتاحة المنابر الإعلامية للمتمردين والحركات السالبة يتعارض مع الفقرة الخاصة بأحدى أهم بنود إتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين (جنوب السودان والسودان) وهي بند وقف العدائيات والتراشق الإعلامي. وأضاف " السفارة محتجة على هذا المسلك". وكان وزير الدفاع بدولة جنوب السودان كوال ميانق إتهم جهات داخل النظام السودانى بدعم قوات رياك مشار وقال : «أنا لا أتهم الحكومة السودانية كحكومة، وإنما هناك جهات ومجموعات بداخلها تعمل بطريقة سرية في تقديم الدعم للمتمردين".