يعتبر البطان (ضرب السوط) تراثًا موجودًا في السودان منذ القدم في بعض قبائل السودان وهو إرث الآباء والأجداد وله نكهة خاصة في المناسبات الاجتماعية المختلفة وهو يعبِّر عن حالة الفروسية والشهامة والصمود أمام الآخرين وينتشر وسط قبائل الجعليين والكواهلة والكردفانيين وهناك طقوس معيَّنة لضرب السوط في المناسبات تبدأ بانفعال الرجال والصبيان بإيقاعات التمتم، الدلوكة وأغاني السيرة والحماسة التي تلهب مشاعرهم وتجعلهم في حالة من الطرب تتجاوز الرقص إلى خلع ملابسهم ليتأهبوا للجلد بالسوط في ظهورهم العارية وتتم المبارزة بينهم من الذي يجلد أولاً، فيحمل العريس سوط العنج ويقوم بضرب أحد الشباب الذي بلغ سنًا معينة تؤهله أن يصبح مسؤولاً عن الدفاع عن قبيلته وبيته ويضربه حتى يتجرح ظهره ويسيل الدم منه ويلتصق بالسوط الذي يضربه به، وعلى العريس الذي قام بجلد بعض الحضور في عرسه أن يُجلد هو أيضًا في مناسباتهم الاجتماعية المختلفة، وتعتبره بعض القبائل جزءًا مهمًا ومكملاً لحلقة الرقص في الأعراس وحتى إذا كان الفرد ضعيف البنية الجسمية لا بد من جلده؛ لأنه إذا لم يجلد الشخص يعتبر ناقص الرجولة في اعتقاد بعض منهم، وبعد انتهاء المناسبة يقوم الشخص المجلود بمسح ظهره بالقرض المسحون وزيت السمسم حتى يلتئم الجرح ولكن تبقى الخدوش موجودة على الظهر مهما مضى وقت طويل عليها إذ هي علامة تدل على القوة والوقوف أمام السوط ولكن بالرغم من أنها عادة مورثة ومتبعة إلا أنها اندثرت الآن في المدن وأصبحت موجودة في مناطق الجعليين الأصليين في الضواحي والقرى ولها آثار صحية سالبة.