الفوز القوي الذي حققه هلال الملايين خارج الأرض أمام فريق سيركل باماكو المالي بالهدف التخصصي للنجم المهول والهداف الغيور المثير مدثر كاريكا هو فوز طبيعي ومقنع لأبعد الحدود بحكم فارق الإمكانات الكبيرة التي تفصل بين الفريقين هلال الأسياد وسيركل باماكو فسيرة سيد البلد الطويلة في مجال التنافس الإفريقي عبر أحراش وأدغال وسهول وغابات القارة السمراء منذ بواكير العام الميلادي «1961» على أيام ناس جكسا وكوارتي ويونس الله جابو وديم الصغير وأمين زكي وسبت دودو وسمير صالح في تلك الحقبة الزاهية التي وصلوا عبر نفقها الرائع إلى مرحلة الدور نصف النهائي من معقل نادي أسيك أبدجان كأول نادٍ سوداني يحقق ذلك الإنجاز الأكبر لتستمر عطاءات هلال الملايين على مر السنوات التي أعقبت تلك الحقبة الزاهية بالوصول إلى النهائي الإفريقي لمرتين في مناسبتين محتلفتين عام «87» أمام فريق النادي الأهلي المصري وفي العام 92 أمام فريق الوداد البيضاوي المغربي ليعبث الحظ وتدير المجنونة وجهها لهلال الملايين وبخاصة في لقاء الأهلي المصري الذي تقدمنا فيه برأسية الموهوب وليد طاشين إلا أن الحكم المغربي الراحل لاراش طيب الله ثراه رفض احتساب الهدف ليزرع الإحباط في نفوس لاعبي الهلال ويعطي الفرصة للأهلاوية ليتقدموا علينا بهدفين نظيفين ويحققوا كأس البطولة الإفريقية الأم.. وكل هذه الانجازات التي حققها الفريق الهلالي عبر مشاويره الافريقية تعطيه صفة التميز على هذا الفريق المغمور الذي ليس له اى تاريخ يذكر على مستوى التنافس الافريقي.. لقد قدم فتية الهلال الأماجد الغر الميامين ملحمة بطولية رائعة في مواجهتهم الشرسة امام فريق سيركل المالي على ارضه ووسط جماهيره واستطاعوا ان يتقدموا بهدف الدقيقة «28» ليحافظوا عليه وتضيع لهم بعده عدد من السوانح التي كانت كفيلة برفع الغلة التهديفية الى رقم ثلاثي او رباعي وقد شهدنا لاعبي الهلال الأشاوس يقدمون الجهد السخي المقرون بالروح القتالية العالية ووضح ان كل لاعب يعي مهامه الموكلة له بعناية فائقة وغيرة كبيرة على الشعار الذي يحلي صدورهم وهي جزئية هامة يجب ان يضطلع بها نجوم الهلال خصوصًا عندما يلعبون باسم الهلال في المحافل الدولية لأنهم يكونون ساعتها سفراء لبلادهم.. والآن وقد وضع نجوم الهلال أنفسهم بقيادة المدرب الفرنسي غارزيتو كطرف ثابت ومهم في دوري مجموعات الكونفدرالية فان الطريق قد بات ممهدًا امام نجوم الهلال لمواصلة مشاويرهم الابداعية عبر نفق دوري المجموعات وصولاً الى مرحلة الدور نصف النهائي في الطريق الى منصة التتويج لتحقيق حلم الجماهير الهلالية العريضة داخل حدود المعمورة وخارجها بتحقيق بطولة افريقية تفك حاجز النحس وسوء الطالع الذي ظل ملازمًا لفريق الهلال في مشاويره الإفريقية منذ اكثر من رحلة نصف قرن من عمر الزمان.. ويقيني بأن النجوم الجدد الذين سيتم ضمهم للكشوفات الإفريقية خلال مرحلة دوري المجموعات سيكونون اضافة حقيقية للفرقة الزرقاء التي نتمنى صادقين ألّا تتوقف جهودها هذه المرة الا في منصة التتويج الافريقية ونيل البطولة المتمردة لإشباع نهم الجماهير الهلالية من هذه البطولات المستعصية. فاصلة.. أخيرة الحارس المخضرم المعز محجوب حامي العرين الهلالي قدم مستوى خرافيًا في موقعة سيركل ووقف بين الخشبات الثلاث كالطود الشامخ يذود عن مرماه بكل بسالة وشجاعة واستطاع بفدائيته وشجاعته وحسن توقيته ان يخرج بشباكه عذراء دون ان يصل اليها مهاجمو فريق سيركل المالي وقد شهدناه يفسد اكثر من كرة انفرادية ببسالة وشجاعة وتوقيت رائع وسليم اضافة الى براعته في اقتناص الكرات العرضية التي عادة ما تشكل خطرًا داهمًا على مرمى الفريق الهلالي.. لقد اعاد الحارس المعز الى الاذهان ايامه الخوالي يوم ان كان يمثل القوة العظمى في حائط الصد الهلالي الخلفي فكان نجمًا بارزًا من نجوم الهلال في ذلك اللقاء، وما نرجوه هو ان يحافظ النجم المعز على هذا التفوق والمستوى المتطور على اعتبار ان الحارس يمثل نصف الفريق وهو يعطي الاطمئنان لبقية نجوم الفريق عندما يكون في يومه.