في السابق كان ارتباط انتعاش المدن والقرى بخط سير السكة حديد التي كانت تمثل مملكة قائمة بذاتها، وحينما وصلت السكة حديد بعد العام 1905م إلى عطبرة والخرطوم قادمة من الشرق انتعشت مدينة سنكات وأصبحت مركزًا إداريًا لقبائل القنوب وكسلا.. ومحل اصطياف مديرية كسلا ومصلحة الجمارك السودانية ومديرية البحر الأحمر أحيانًا ومصلحة زراعة طوكر.. والآن كذلك تشهد المدينة انتعاشة جديدة ولكن في هذه المرة ليس عن طريق السكة حديد التي أكل عليها الدهر وشرب وإنما عبر مهرجان السياحة الصيفي الذي نظمته ولاية البحر الأحمر بهذه المدينة، ويرى بعض المراقبين أن هذا المهرجان بإمكانه جذب مشروعات السياحة والاستثمار والتجارة لتصبح سنكات ثاني مدينة بعد بورتسودان، وشهدت الأيام الماضية افتتاح معرض التراث والثقافة بحضور والي البحر الأحمر، فيما أوضح رئيس لجنة المعارض المهندس محمد عبد الكريم أن مشاركة المحليات العشر والجمعيات تؤكد ما تنعم به الولاية من استقرار وسلام وتنمية، وقال إن هذه المشاركة ساهمت في إنجاح فعاليات المعرض، فيما أكد معتمد سنكات الشريف المليك أن المهرجان حقّق أهدافه الاقتصادية والدينية والثقافية وعكس في فعالياته تماسك النسيج الاجتماعي وتبادل المعارف والثقافة والتراث ووحدة أهل الولاية، بالرغم من بعض الانتقادات التي وجّهت للمهرجان إلا أن حكومة الولاية بدأت أكثر سعادة والمهرجان يحقق حضورًا ونجاحًا كبيرًا وهذا ما تأكد للجميع من خلال كلمة والي البحر الأحمر دكتور محمد طاهر أيلا، حيث قال: إن هذا المهرجان كان فرصة لعكس التراث وعادات أهل الشرق حتى يعلم الجمع أننا أمة قدمت للسودان الكثير وهذا جزء لا يتجزأ من تاريخ السودان، وتطرّق أيلا إلى الحملات التي يروّج لها البعض حول تركه لمقعد حكم الولاية وتقديم استقالته، وقال: إن المرحلة المقبلة سندخل بها مرحلة الاستقرار والتنمية ونقدم أفضل الخدمات بفتح منشآت جديدة من طرق وكهرباء ومياه وستنطلق مشروعات الاستثمار والإنتاج لتكون الولاية نموذجًا وولاية البحر الأحمر آمنة وسندافع عنها وعن السودان ولن نرجع لمربع الفتنة والحرب، وأكد والي البحر الأحمر أن اتفاق الشرق كان من أفضل الاتفاقيات التي وقعت، وأكد أيلا أنه باقٍ كوالٍ منتخب ولن يتنازل إلا على رؤوس الاشهاد ولن يقدم استقالته لرئاسة الجمهورية ردًا على الشائعات التي أثيرت مؤخرًا، وقال أيلا: لست بالرجل الذي يقدم استقالته، ولن يترك المعركة مع خصومه المروّجين للشائعات دعاة الفتنة لإشعال الحرب، واعتبر المهرجان الصيفي بسنكات دلالة على الاستقرار والأمن واستمرار التنمية التي تشهدها الولاية.