هو أحد مبدعي الموسيقا السودانية وأحد القابضين على جمر جودتها والارتقاء بها. ببورتسودان وفي بدايات سنوات الأربعينيات من القرن الماضي وُلد محمد عبد الله محمدية بحي ديم جابر الذي رضع منه أولى خطوات تعلمه النظامي. وحينها كان أحد المهرة في ممارسة كرة القدم التي وصل فيها لمرحلة الانضمام لفريق الثغر ببورتسودان في العام «1959م» ومع مجموعة من محبي الموسيقا وهواتها بدأ العزف على آلة الكمان التي أحبها بعد أن هجر العزف على الصفارة التي كانت لا تفارقه. مع تلك المجموعة الموسيقية كان محمدية أحد عازفي الكمان. وهم الريح الطريفي وهاشم الديم ببورتسودان بقي محمدية هاوي موسيقا وعازفاً على آلة الكمان. مشاركاً تلك المجموعة في إحياء عدد من ليالي الغناء الخاصة والعامة.. متفرغاً لعمله المهني وهوايته المحببة وهي بالطبع العزف على آلة الكمان. في أبريل من العام «1963م» زار محمدية دار نقابة الفنانين بأم درمان فكانت فرصة للقاء عدد من الموسيقيين الرواد وهم عبد الفتاح الله جابو وحسن خواض وحسين جاد السيد وعبد الله حامد العربي.. انضم محمدية لنقابة الفنانين في «1964م» وساعده على ذلك مقدراته في العزف على آلة الكمان زائداً مثابرته في الوصول لمستوى من سبقوه. تُعتبر غاية أمنية أي موسيقي سوداني هي العمل ضمن أوركسترا الإذاعة أو فرقتها الموسيقية وهو ما تمناه محمدية وتم له بعد جلوسه لامتحان القدرات الفنية والذي كان يشرف عليه الموسيقيان حسن خواض وعلاء الدين حمزة لم يكتفِ محمدية بهذا الإنجاز كعازف بفرقة الإذاعة بل سعى لتطوير قدراته فجلس كمتلقٍ لعلم الموسيقا لكل من المصري مصطفى كامل بفصله الدراسي بالإذاعة وإسماعيل عبد المعين كذلك زائداً استماعه لشتى ألوان الموسيقا العالمية. هاجر محمدية في العام «1974م» إلى مصر لتلقي دراسة منتظمة في الموسيقا فكان حين عودته للسودان محمّلاً بخبرات ثرة في الموسيقا منذ العام «1963م» يجلس محمدية خلف الفناء الذي تغنى به الفنانون منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.. من محطات حياته المهمة رحلات الفن الغنائي الخارجية والتي بلغت حتى الآن ثمانيًا وستين رحلة خارجية كرقم قياسي لموسيقي سوداني. وهو ما يستحق سِفْراً خاصاً منه.. كذلك تبرز تجربة تكوينه لفرقة موسيقية عربية صرفة. زائداً عمله المتواصل بأوركسترا الإذاعة والتلفزيون.