المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية، فخامة الرئيس البشير، في القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية التي اختتمت بالرياض أمس جاءت استجابة لمبادرة العاهل السعودي جلالة الملك عبدالله حفظه الله لتأمين الأمن الغذائي العربي لسد الفجوة. ومبادرة البشير وجدت الإجابة والاستجابة من الملوك والزعماء العرب الذين أدرجوها ضمن توصياتهم والسودان الذي أطلق من قبل اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم العربية الشهيرة يعود بعد «46» عاماً ليؤكد للاخوة العرب أن أبوابه مفتوحة وأن أراضيه الزراعية متوفرة لهم للاستثمار العربي لتأمين الغذاء لشعوبهم ودعوته للصناديق العربية للاستثمار فى المجال الزراعي لم تأتِ من فراغ لأن معظم المشاريع التنموية الكبرى التي أُقيمت بالسودان كانت بمبادرات وشراكات عربية حققت نجاحاً كبيراً لذلك لا سبيل لحل لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية إلا بتوفير الغذاء وتأمين الوضع الاقتصادي العربي والمبادرة السودانية التي تم التأمين عليها تشتمل على أن يقوم رأس المال السعودي بدعم البنى التحتية للمشروعات التي تتعلق بالمبادرة ويقوم السودان بتوفير الأراضي والمياه وبالتالي سيشكل مشروع المبادرة أكبر المشاريع الاستثمارية في السودان. التوصيات التي خرجت بها القمة جديرة بالاحترام خاصة المشروعات التكاملية الكبرى مثل مشروع الربط الكهربائي العربي والاتحاد الجمركي والربط البري بالسكك الحديدية والتجارة الحرة وغيرها من التوصيات التي ستجعل من الدول العربية وحدة متكاملة كبرى خاصة وأن المنطقة العربية تملك مقومات جغرافية ومناخية واقتصادية لا توجد في المناطق الاوروبية وغيرها.. فلابد من استغلال مصادر الطاقة المتجددة ونقل التقنيات الخاصة بتصنيع معداتها لتطوير الصناعات المحلية بها وتطوير المشاريع الزراعية فيها: مبادرة الرئيس البشير للأمن الغذائي ومبادرة أمير دولة الكويت بإنشاء صندوق لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي والمشروعات العربية لدعم صمود القدس جديرة بالتنفيذ الفوري والمتابعة من قبل الجامعة العربية حتى يكون التنفيذ على ارض الواقع لتحقيق تلك الأهداف التي وضعها الملوك والزعماء العرب لمجابهة ومواجهة التحديات من أجل انطلاقة أساسية للمضي قُدُماً في البناء ودعم جهود الدول العربية الأقل نمواً. مبادرة البشير بداية لإنجاح الملتقى السوداني السعودي المرتقب في فبراير المقبل برعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين وإشراف وزير الزراعة لجذب المستثمرين السعوديين وجذب الرساميل العربية والسعودية للاستثمار الزراعي والحيواني لدعم المنطقة العربية عامة وإغراق السوق السعودي بالمنتجات السودانية وعلى المجلس الاعلى للاستثمار أن يعلنها في كل وسائط الإعلام السعودية حتى تكون بمثابة أرضية للملتقى الذي يسعى لفتح قنوات جديدة للراساميل السعودية لتسهم بقوة في دفع الاقتصاد الوطني.