هو أمرٌ إن تمعَّنا فيه جلياً لانفتحت أمامنا مدهشات إبداعية هي في الأصل من إبداعات متكاملة ما بين المخرج الإذاعي أو التلفزيوني ومعدّ البرنامج ومقدمه زائدًا صاحب المقطوعة الأصلية أو الفنان الذي قام بتلحين العمل الغنائي الذي تم استغلاله في البرنامج الإذاعي أو التلفزيوني. شعارات برامج الإذاعة تبدو الإذاعة أكثر وجودًا من التلفزيون في أمر إدخال المقطوعات الموسيقية داخل شعارات البرامج، وفي هذا فقد أبدع عددٌ من الفنيين والمخرجين الإذاعيين. شريط الذكريات يعتبر برنامج «شريط الذكريات» الذي كان يعدُّه ويقدِّمه الإذاعي حمزة مصطفى الشفيع من أشهر البرامج الإذاعية التي تم استخدام موسيقا سودانية فيها وهي مقطوعة دوبيت الكمان للموسيقار حسن خواض. وعلى ذكر مقطوعة دوبيت الكمان فقد تم استخدامها كثيرًا في عدد من البرامج الإذاعية. تعدُّد الشعارات ببرنامج «وطني أسعدت صباحًا» برنامج «وطني أسعدت صباحًا» من إخراج عدد من المخرجين المتميزين بالإذاعة السودانية وهم حسب الرسول كمال الدين ومحمد عبد المنعم خفاجة والطاهر حسن الطاهر. وهي أكثر البرامج التي يتم استخدام موسيقا سودانية بها وهي برامج عديدة، منها برنامج من كنوز المكتبة الإذاعية الذي أعده وقدمه الدكتور كمال يوسف فكان أن تم استغلال موسيقا أغنية «الفراش الحائر» للفنان عثمان حسين داخل شعار البرنامج، وهو من إخراج المخرج المتميِّز محمد عبدالمنعم خفاجة، هذا البرنامج كان قد استخم أيضًا مقطوعة (في رونق الصبح البديع) من تنفيذ أوركسترا الإذاعة. الفراش الحائر مرة أخرى تعتبر أغنية الفراش الحائر من الأغنيات التي لقيت حظها من الوجود بكثافة داخل شعارات البرامج الإذاعية ومن ضمن ذلك وجودها داخل متلازمة إذاعة ذاكرة الأمة أثناء الفواصل الخاصة بها، زائدًا استخدامها كمتلازمة خاصة للفواصل في شهر رمضان بالإذاعة السودانية. مقطوعات برعي محمد دفع الله وهي مقطوعات موسيقية ظلت وستظل في وجدان محبي الموسيقا لجودة أدائها زائدًا استخدامها في عدد من برامج الإذاعة والتلفزيون. تعتبر مقطوعة (ملتقى النيلين) من أشهر مقطوعات الموسيقار برعي محمد دفع الله. وكان أن ظهرت في شعار التلفزيون بعد أخبار التاسعة وقُبيل السهرة اليومية، زائداً وجودها كذلك في متلازمة البرامج الإذاعية المسائية في عقد الثمانينيات. إذاعيون ارتبطوا بمقطوعات موسيقية محددة ومنهم الإذاعي عمر الجزلي الذي ما إن تصدح الموسيقا بمقطوعة البداية لأغنية «أنا والنجم والمساء» لعثمان حسين حتى يستدرك المستمعون أن زمن برنامج «أغنياتي وذكرياتي قد أتى». أما الإذاعي عبدالعظيم عوض مدير البرامج بالإذاعة السودانية فقد كان أحد الذين وُفِّقوا أيّما توفيق في اختيار المقطوعات الموسيقية لبرامجه المتعددة. يشهد على ذلك برنامجي (تلك الأيام) و(أجمل أيامي) وهما من برامج المنوعات المعتقة والممزوجة بالأريحية وانسياب الحديث وكأنه مؤانسة. ففي هذين البرنامجين كانت المقطوعات الموسيقية المستخدمة كشعارين للبرنامجين من ضمن المقطوعات الخفيفة لأذن المستمع. فكانت موسيقا أغنية (أجمل أيامي) للفنان عثمان حسين هي موسيقا شعار برنامج «أجمل أيامي». ومن ضمن هامش هذا الاختيار الموفق للإذاعي عبد العظيم عوض ما حدث من احترام للأفكار العظيمة وقِيم الوفاء النادرة من الإذاعي المخضرم عمر الجزلي الذي قام بالاستئذان من زميله الإذاعي عبدالعظيم عوض باستخدام نفس الشعار في برنامج إذاعي من إعداده وتقديمه في إحدى السنوات مع الفنان عثمان حسين. أما برنامج (تلك الأيام) والذي كان يبث كسهرة أسبوعية في أحد شهور رمضان فقد كانت مقطوعته الموسيقية هي موسيقا (نشيد الوداع) (لن ننسى أياماً مضت لن ننسى ذكراها). الإذاعي الحسن عبد الكريم وبرنامج السودان اليوم يعتبر الإذاعي الحسن عبد الكريم من الإذاعيين الذين ارتبطوا مؤخرًا وكل صباح ببرنامج (السودان اليوم) الذي يُعدُّه ويقدِّمه مع مجموعة من الإذاعيين وهو من إخراج المخرج أبوبكر الهادي، وفي هذا فقد ارتبط بمقطوعة موسيقية موسيقا أغنية (سوداني الجوة وجداني بريدو). برنامج ما يطلبه المستمعون وهو برنامج ظل في ذاكرة السودان والإذاعة وسيظل لروح الجمال والدهشة التي تنبع من داخله، فكان المستمعون في جميع أرجاء السودان يتحلقون حوله لسماع أغنيات خالدات. ومن غرائب هذا البرنامج أنه ظل حتى الآن دون سؤال عن مقدمته الموسيقية للشعار الذي كان يصاحبه وهي مقدمة موسيقية ظلت هي الأخرى محل اهتمام من متابعي البرنامج. أبدع الموسيقار إسماعيل زقل في وضع هذه المقطوعة الموسيقية فصارت على كل لسان لارتباطها بأجمل برامج الإذاعة، وهو من ضمن الموسيقيين المنسيين والذين يستحقون وقفة وفاء وتجلَّة من أهل الموسيقا. مقطوعات من وحي أغنيات وطنية وهي كثيرة للحد الذي جعلها تظهر وكأنها صُمِّمت لبرامج وطنية وهو ما يتفق فيه أهل الشأن الإذاعي والموسيقي. ومنها مقطوعة (صه يا كنار) التي أدتها اوركسترا الإذاعة وكان أن استُخدمت في برامج الوثائقيات للاستقلال. كذلك مقطوعة (مرحبتين بلدنا حبابا) التي يغنيها العطبراوي وهي من تنفيذ أوركسترا الإذاعة كذلك. التي استخدمت في برنامج (بلاد الخير) الذي ظهر في دورة إذاعية سابقة. وتُعتبر الإذاعية الأستاذة محاسن سيف الدين واحدة من المذيعات اللائي كان ظهورهن في الإذاعة مرتبطاً بهذا البرنامج.