(4) نزلاء محكومين بالإعدام يجلسون لامتحانات الشهادة..نزلاء أُفرج عنهم ولكنهم عادوا طوعًا إلى السجن!..(116) سجينًا يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية في سجن (كوبر) وسجن (الهدى) علي الصادق البصير لا يشغل الأمهات وأولياء الأمور هذه الأيام سوى توفير البيئة المناسبة لأبنائهم حتى يجتازوا هذه المرحلة، لذلك تجد كل البيوت التي بها طالب أو طالبة بالشهادة السودانية في حالة (استعداد وطوارئ) على مدار الساعة... هذا الدور المهم نجده بصورة أخرى داخل المؤسسات العقابية بالسُّودان تتولاه إدارة السجون وتُعلن (نفيراً) يختلف في شكله ومضامينه حيث جلس لامتحانات الشهادة لهذا العام (116) نزيلاً جلس (23) منهم بالسجن الاتحادي (كوبر) و(93) بمدينة الهدى الإصلاحية بأم درمان، فكانت هذه الخطوة واحدة من المهام التي خرجت بها السجون من عباءة العقاب إلى رحاب الإصلاح، ولكم أن تتابعوا معنا امتحانات الشهادة من داخل هذه المؤسسات. منازل الإصلاح بدأ الإعلان للتقديم وقامت الإدارة العامة للسِّجون والإصلاح عبر إدارتها المختصة (لجنة تعليم النزلاء) بحصر المؤهَّلين للجلوس لامتحانات الشهادة وتكفَّلت بدفع رسوم الامتحان وترحيل النزلاء واستخراج الشهادة، وأطلقت مراكز امتحانات النزلاء باسم (منازل الإصلاح)، اكتملت إجراءات التسجيل للمواد التي يخضع الطالب لها واستلام أورنيك (ش. ث.) وهو اختصار ل( الشهادة الثانوية)، وفيه يتم تأكيد المواد التي يرغب الطالب في الجلوس للامتحان فيها، وبناء على هذا الأورنيك تأتي أرقام الجلوس. إعلان طوارئ (116) نزيلاً وصلت أرقام جلوسهم وتم تمليكهم كل ما يحتاجون إليه من مقررات دراسيَّة، فكان المسجون والسجَّان معاً في حالة استعداد مبكر وفي حالة (إعلان الطوارئ)، وهذا الإعلان يشمل متطوعين من بين النزلاء يحملون مؤهِّلات أكاديمية عُليا فيبذلون مع الممتحنين جهوداً مقدَّرة لمساعدتهم، بل هناك متطوِّعون من خارج السجن، كما هو الحال في سجن كوبر حيث تطوع وكيل مدرسة بحري النموذحية بتدريس النزلاء والمساهمة في حصص التقوية. انطلاق الامتحانات انطلقت امتحانات الشهادة السودانيَّة لنزلاء السجون لعام (2012 2013م) وفي يومها الأول شعر بعضُ الممتحَنين بارتياح شديد لمادة التربية الإسلاميَّة الأمر الذي رفع من معنوياتهم خاصَّة عند تفقُّد اللواء شرطة صلاح عبد الله العود مدير دائرة الشؤون العامَّة بالسجون لمراكز امتحانات النزلاء بالسجون يرافقه خلال الجولة التفقدية اللواء شرطة عمر عبد الماجد، مدير سجن كوبر، واللواء شرطة حسن يحيى زكريا مدير دائرة الإصلاح والتقويم، وعددٌ من ضباط الإدارة العامة للسجون والإصلاح، وحثَّ اللواء صلاح النزلاء على التركيز على الأسئلة متمنياً لهم النجاح والتوفيق. وأكَّد اللواء شرطة عمر عبد الماجد مدير سجن كوبر الاتحادي أهميَّة الدَّور الذى تضطلع به المؤسَّسات العقابيَّة في عمليَّات الإصلاح وفقًا لما تكفله قوانين ولوائح السجون والقوانين الدوليَّة لحقوق الإنسان، وأوضح في تصريح للمكتب الصحفي للشرطة أن من حق النزيل مواصلة التعليم إلى مراحله المختلفة. امتحان من خارج السجن من غرائب امتحانات الشهادة السودانية بسجن كوبر أنَّ بعض النزلاء الممتحَنين تم الإفراج عنهم قبل انتهاء فترة الامتحانات فواصلوا الجلوس بشكل طبيعي بعد أن أصبحوا ممتحَنين من الخارج، وكشفت معلومات أن إدارة السجن قد وضعت لهم ضوابط إداريَّة مكَّنتهم من مواصلة امتحاناتهم دون أي عقبات، وشملت الإجراءات السَّماح لهم بدخول السجن طوعاً ولأول مرة بالسُّودان. تفوق النزلاء حصلت »الإنتباهة« علي معلومات موثقة بنجاح عدد كبير من نزلاء سجن كوبر الذين جلسوا لامتحان الشهادة السودانية العام الماضي حيث بلغ عدد الجالسين 22 نزيلاً نجح منهم سبعة عشر حيث سجلت أعلى نسبة نجاح (1.76%)، (4،07%)، (68.9%) (65.4%)، (61.9%). في الانتظار من غرائب امتحانات الشهادة من داخل سجن كوبر أن هنالك أربعة محكومين بالإعدام جلسوا لامتحان الشهادة السودانية وبمعنويات عالية ودون أي اشكالات. وتفيد متابعات الصحيفة أن هناك قاعة خاصة للمذاكرة ومكتبة مكتملة تمّ تحويلها لمعسكر خاص بالممتحنين. حيث يقوم بالتدريس عدد من الجامعيين والمهندسين وحملة الشهادات العليا. ونشير إلى أن من بين النزلاء أحد المنتظرين في بلاغ لم يحاكم وكان رقم جلوسه في مدرسة خارجية تمّ تحويله والسماح له بالامتحان من داخل السجن.