جادت قريحة الشاعر علي يس بالأبيات التالية فهلاّ استمتعتم بها بدلاً من كثيرٍ من الغثاء الذي تفرضه علينا بعض صحف الخرطوم!! للأسف لقد بلغ احتقار بعض صحافة الخرطوم لعقول قُرائها درجة أن تنصِّب عرمان شاعراً علينا بالرغم من أنه لا يفرِّق بين «كان» و«إن» أو بين «الجار» و«المجرور» ألم تقرأوا الصفحات الكاملة لبعض صحافيي اليسار من أشعار مزعومة لا يقرأها حتى كُتّابها؟!: قصيدةٌ جديدة: شعوبٌ عميلة!! قبل أن تلعن الحاكمين بأرض العروبةِ، أو تطلُبَ المُستحيلا تمَهَّلْ قليلا فما كُلُّ حنجرةٍ للخيولِ تُجيدُ الصَّهيلا فيا كُلَّ «شعبٍ» «يُريدُ سُقوط النظامِ» وينثُرُ في العالمينَ هُتافاً عليلا تمهَّلْ قليلا ففي كُلِّ صقعٍ بأرضِ عُرُوبَتِنا حاكمٌ «وطَنِيٌّ» ، يُؤَدِّبُ شَعباً «عميلا» ******* ******* كيفَ يهتُفُ شعبٌ لقيطٌ بأن يترُكَ ابنُ الأكارِمِ مُلكَ أبيهِ ويَمضي ذليلا؟ و السماواتُ، والأرضُ، ثُمَّ الجِبالُ أبينَ الأمانةَ لمَّا تصدَّى لها ابنُ المُلوكِ، كفيلا كيفَ يرجُو الحِذاءُ لسيِّدِهِ أن يخُونَ الأمانةَ؟ أن يستقيلا؟؟ أفَيَرْضَى المداسُ لسَيِّدِهِ أن يدُوسَ سواهُ؟ أيَرْضَى بأشرف من قدميهِ خليلا؟ كيفما اعوَجَّتِ الأُمَّةُ الظِّلُّ فالعُودُ، سيِّدُها، سيظَلُّ عديلا وإذا قَصُرَتْ قامةٌ الشَّعبِ عن مُبتَغاهُ فلا يغضَبَنَّ إذا لم يزلْ ربُّ نِعمَتِهِ سمهريَّاً طويلا!! ******* ******* أيُّها الشّعبُ، مهلاً ... فسيِّدُ نِعمتِكُم ما يزالُ يُجاهِدُ صبراً جميلا ويَرعَى نواميسَ هذي المجرَّةِ ألاَّ تميلا ويجزي سفاهتكم يا قواصِرُ حِلماً فلو شاءَ أعتقَ كاهِلَهُ، ثُمَّ ألقى بكم للكواسِرِ، حِملاً ثقيلا أيُّها الشَّعبُ: هَبْ أنَّ يوماً جلالاتَهُ باعَ مِيراث أجدادِهِ وتَرَجَّلَ عن ظهرِكَ المُستطيلا من يكُونُ لك العينَ والسَّمعَ، ومنْ ذا يُريكَ الطريقَ؟ و منْ ذا يكونُ الدَّليلا؟ من يكُونُ لكَ الفخرَ حين تُفاخِرُ والجهْرَ، حينَ تُجاهِرُ و العِزَّ حينَ تُكابِرُ والخَمرَ حينَ تُعاقِرُ أو منْ يكونُ الخليفةَ في الأهلِ، حينَ تُهاجِرُ أو منْ سيختارُ يوماً لك القبْرَ بين المقابِر، ثُمَّ يكُونُ الوكيلا؟ من ستُقسمُ، حلفاً، بعزَّتهِ ؟ من ستفدي، غداة الهُتافِ، جلالتَهُ؟ من يُريكَ إذا ما ادلّهَمَّ الظلامُ السَّبيلا؟ أُطلُبِ الصَّفحَ، واركعْ، وقبِّلْ حذاءَ الرئيسِ، و طأطئْ ذليلا واحذَرَنْ أنْ تُفاجَأَ بالحاكِمِ الوطَنيِّ يؤَدِّبُ شعباً عميلا...