تواصلت المعارك في دولة جنوب السودان أمس، حيث تقدم الجيش الشعبي تؤازره المروحيات صوب مدينة بور في شمال جوبا التي استولى عليها الخميس الماضي مسلحون من أنصار رياك مشار، في وقت تتواصل فيه جهود المجتمع الدولي من أجل وقف أعمال العنف التي تضرب البلاد. فيما أعلنت الرئاسة الكينية أنها سترسل «على الفور» جنودًا إلى جنوب السودان من أجل إجلاء نحو «1600» من الرعايا الكينيين معظمهم في مدينة بور. فيما أُصيب اربعة من جنود قوات المارينز الأمريكية بولاية جونقلي في جنوب السودان عقب إطلاق النار على طائرتين بمنطقة بور من قبل قوات مناوئة للنظام أمس، بينما أسقطت قوات الفريق فيتر قديت طائرة حربية يوغندية بذات المدينة كانت في مهمة عسكرية، في المقابل أكد أحد مرافقي نائب رئيس جنوب السودان السابق د. رياك مشار ل«الإنتباهة» بواسطة هاتف ثريا من مقاطعة بانتيو أمس استمرار تدفق النفط وعدم تأثره بالأحداث الجارية في ولاية الوحدة مشيرًا إلى أن مشار دعا القوات الموجودة بولاية الوحدة إلى حماية الشركات العاملة بالحقول، وقال إنهم يضعون ثلاثة شروط للحوار مع الرئيس سلفا كير في مقدمتها تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي الجنوبي وتستوعب المعارضة وغيرها من الحركات المسلحة بجانب إقامة انتخابات مبكرة منتصف العام المقبل وإطلاق سراح المعتقلين، فيما وصفه بمحاولة كير اضطهاد وتصفية المخالفين له. وفي غضون ذلك أعلنت رئاسة قوات الانقلابيين تعيين الفريق فيتر قديت رئيسًا لأركان الجيش، ونصَّبت اللواء قوردن كونج شول حاكمًا على ولاية الوحدة وخميس مار واليًا لجونقلي. وفي ذات السياق رشحت أنباء عن لقاء جمع الرئيس سلفا كير وأرملة زعيم الحركة الشعبية ربيكا قرنق بمدينة جوبا أمس في سبيل فتح منافذ للحوار، وقالت مصادر خاصة إن ربيكا تمثل المجموعة المناوئة لسلفا كير، وأوضحت أن المقابلة تمت بتنسيق أمريكي. في وقت التقت فيه ربيكا فريق الوساطة الافريقية أمس في جوبا. وفي ذات السياق أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن موفداً أميركياً خاصاً توجه إلى جنوب السودان، للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة. وفي سياق متصل نقلت وكالة الأنباء أسوشييتد برس عن مصدرين أمنيين أن مروحية تابعة للأمم المتحدة نفذت هبوطًا اضطراريًا بعد إصابتها بنيران من الأرض في ولاية جونقلي. في غضون ذلك أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، إصابة ثلاثة جنود بجراح، خلال تعرض طائرة أمريكية للنيران في بور أمس، وأوضح كيربي أن الطائرة تشارك في مهمة لإجلاء مواطنين أمريكيين من مدينة بور، وأنها «بعد تعرضها للنيران من الأرض عند وصولها للموقع، حوَّلت مساره طيرانها إلى خارج البلاد، وأخفقت في مهمتها، والجنود الجرحى يتلقون العلاج». وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع في تصريح ل (CNN)، إن طائرين من طراز في 22، كانتا في مسار الهبوط في منطقة بور، حيث تشهد المنطقة قتالاً عنيفًا. وأُصيب ثلاثة على متنها فحولت مسارها فورًا إلى نيروبي حيث يمكن علاجهم هناك. وكانت رحلة لإجلاء المدنيين، بينما قالت محطة «سي. إن. إن» الإخبارية الأمريكية إن أربعة جنود أمريكيين أُصيبوا في جنوب السودان إثر إطلاق مسلحين النار على طائرة أمريكية، كانت تحاول إجلاء الرعايا الأمريكيين. من جانبه أكد الناطق باسم جيش جنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، صحة انشقاق قائد في الجيش وانضمامه إلى المتمردين في ولاية الوحدة. وقال أقوير، إن الأنباء الواردة من ولاية الوحدة عن انشقاق نائب قائد الوحدة الرابعة وانضمامه للتمرد الذي يقوده ريك مشار تينج، النائب السابق لرئيس جنوب السودان، «صحيحة». وأضاف أن «قوات الحكومة ما زالت تفرض سيطرتها على مناطق إنتاج النفط في حقول الوحدة وثارجاث، شمالي ولاية الوحدة»، دون الإشارة إلى مصير بقية مناطق الولاية.