لا أظن أن أحداً يدرك اللغز والسر الخفي الذي يجعل ولاية الخرطوم بكل أجهزتها المسؤولة تقفل أذنيها تماماً وتغض الطرف إزاء احتجاجات الأهالي في منطقتي ود البنا وبيت المال المطالبة بوقف حلقات الذكر بمسيد شيخ الأمين، في أعقاب اتهامات عدد من الأهالي بأن المسيد بات مهدداً أمنياً بعد حدوث اعتداءات على بعض شباب الحي ينسبونها إلى حيران المسيد. وكانت الأنباء بحسب الوسائط الصحفية قد أشارت إلى أن مجموعة من الحيران تعدت بالضرب المبرح على السائق الشخصي للشيخ الأمين، وتواصل النفوذ العضلي بقفل الطرق والسؤال عن الأوراق الثبوتية، وأخيراً تعدت أيضاً على مصور صحيفة «السوداني» لأنه حاول توثيق مشاهد احتجاج الأهالي على خرق مسيد الشيخ الأمين التعهد الخاص بعدم مواصلة حلقات الذكر وما تسببه من مضايقات، وأمس الأول وقف الأهالي مجدداً وقفة احتجاجية بعد أن عادت حلقات الذكر في المسيد، رغم قرار اللجنة الأمنية بإيقافه لحين البت في القضايا التي رفعتها أسر المصابين في تلك الاعتداءات، وقرر المحتجون رفع مذكرة قانونية لوزير العدل. وتقول المصادر إن عدد البلاغات الجنائية المتعلقة بتلك الاعتداءات «البلطجية» بلغت «300» بلاغ، ولعل السؤال الملح هو: هل من العقل أن يستجاب لإرادة عدد كبير من الأهالي وتظلماتهم المشروعة والمتعلقة بأمن أبنائهم واستقرار المنطقة، أم يستمر المسيد ويبقى مهدداً لاستقرار المنطقة وسلامها الاجتماعي؟ وهل للشياخة قداسة فوق القانون؟ ورحم الله الخليفة العادل ابن الخطاب الذي لا يتورع في محاسبة الأمراء والتحقق من مخالفات الإئمة. فول صويا مضروب كشفت الجمعية السودانية لحماية المستهلك عن وصول شحنات من فول الصويا المحور وراثياً والذي يستخدم في صناعة اللحوم، وبحسب صحيفة «الإنتباهة» أن الجمعية طالبت الدولة بالتدخل الفوري لمنع توزيعه على المصانع وفقاً لقرارات اللجان الفنية التي اتفقت على رفضه لأنه يشكل خطورة على صحة وسلامة المستهلكين. وقال رئيس الجمعية بالإنابة د. موسى إن هناك جهات بعينها تحاول جاهدة إدخال هذه الشحنات دون مراعاة لصحة وسلامة المواطن. تُرى، ما هي هذه الجهات التي تصر على إدخال هذه الشحنة الضارة بصحة الناس رغم التقارير الفنية بحظرها؟ لكن على صعيد آخر وبعيداً عن هذه الصفقة الضارة بحسب إفادة الجمعية السودانية لحماية المستهلك، فإن التقاوي الفاسدة والسماد الفاسد الذي يضر بصحة المواطنين ويضر بالاقتصاد الوطني يدخل كما هو معروف في حرب الاستخبارات الأجنبية المعادية، وعلينا إذن أن نخرج من باب اللجان الفنية الضيقة إلى رحاب المداخل الأمنية، فربما يتم الإمساك بالخيط الخفي. رسوم عبور كباري وافق المجلس التشريعي بولاية الخرطوم على فرض رسوم «100» جنيه عبور كباري على العربات الخاصة في السنة، مما يعني أن الزيادة ستشكل ضغطاً وعبئاً مالياً على أصحاب الملاكي الذين ليسوا كلهم أثرياء، بل أن عدداً كبيراً منهم موظفون، وكان الأحرى بالمجلس فرض رسوم إضافية على صناعة التبغ الضارة بصحة الناس والاكتفاء برسوم عبور إسمية على السيارات الخاصة سيما أن أعدادها كبيرة جداً، وأن أقل مبلغ للرسوم سيشكل رقماً مليارياً لميزانية الولاية. وعلى صعيد آخر وغير بعيد عن المجلس التشريعي للخرطوم قال وزير المالية الولائي في ذات الجلسة إن مستشفيات الولاية تعالج الأجانب مجاناً، وهو أمر غريب ويستحق الوقوف عنده خاصة وأن هذا الكرم الفياض لا تعمل به حتى الدول الغنية بما فيها دول البترول العربشي، إذ أن علاج الأجنبي يكون على حساب دافع الضرائب الوطني خاصة في بلد لها حدود متعددة وكبيرة مع عدد من دول المنطقة. سجود لغير الله سجد شاب تحت قدمي مطرب الطمبور محمد النصري إعجاباً به في الحفل الذي أقيم بالمسرح القومي بأم درمان قبل أيام قليلة. وذكرت بعض الصحف أن بعض المواطنين قاموا بضرب الشاب احتجاجاً على فعلته المنكرة وتم اقتياده للشرطة، والحدث ليس هو الوحيد، فقد حدث من قبل من بعض الشباب إعجاباً أيضاً ببعض المطربين، وهو يصب في خانة التآكل السلبي في البنية الاجتماعية الذي شهد حالات للردة بل والمجاهرة بها ولا شك أن هذه التداعيات السلبية لن تكون العقوبات الجنائية وحدها كفيلة بمعالجتها، فهي تحتاج إلى تضافر الدولة بمؤسساتها الدعوية والتربوية مثل الأجهزة الإعلامية والآليات الدعوية التي تملكها، إضافة إلى قوى المجتمع بقطاعاته المختلفة .