منذ سنوات عديدة ونحن نحاول الجلوس إلى رئيس حزب التواصل الأستاذ حامد محمد علي خاصة أن الرجل عرف بصدقه ونزاهته منذ أن كان من قيادات المؤتمر الوطني بولاية البحر الأحمر، وحتى تكوينه للحزب الذي خرج من رحم الولاية وانتشر في بقية ولايات السودان وكان أخره تأسيس مكتب له في ولاية الخرطوم، ومن خلال زيارته الأخيرة للخرطوم استطاعت (الإنتباهة) الجلوس لرئيس حزب التواصل وهو على عجلة من أمره حيث كان يرتب للعودة لمدينة بورتسودان لإقامة ندوة لتنوير قواعد الحزب بما يدور في الساحة، فتطرقنا من خلال الحوار معه إلى مبادرة رئيس الجمهورية والآلية التي تم اقتراحها، هذا إلى جانب إمكانية ترشحهم لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة ورؤيتهم لحل قضية حلايب التي تشغل بال أهل السودان بصفة عامة وأهل الشرق على وجه الخصوص، فلنتابع ماذا قال حول كل هذا وغيره من الموضوعات. بدءاً كيف تنظرون لمبادرة رئيس الجمهورية ولقائه بالأحزاب المعارضة؟ دعنا نتفاءل خيرًا بالمستقبل السياسي في السودان خاصة أن الكثير من الأحزاب السياسية وفي مقدمتها حزب التواصل استقبلت مبادرة رئيس الجمهورية بصدر رحب، ونحن كحزب وليد له قاعدة جماهيرية كبرى خاصة في شرق السودان كان لنا رأي واضح من خلال لقاء رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي وأوضحنا موقفنا المبدئي من الحوار ووضعنا بعض الشروط للسير في هذا الحوار.. ما هي هذه الشروط التي وضعتموها؟ أولاً لا بد أن تكون آلية الحوار جهة محايدة يتفق عليها جميع الأطراف بعد أن يتم ترشيح بعض الشخصيات المعروفة بالنزاهة والحيدة ليشكلوا نواة للحوار واقترحنا كذلك أن تكون هذه الآلية من سبعة أشخاص ويتوافق عليهم الجميع بما فيهم المؤتمر الوطني ويكون ملزماً بقراراتها خاصة أن الحزب الحاكم درج على سياسة التمكين مما سلب وظائف عدد كبير من المواطنين للصالح العام وفي المقابل قرب الأخرين القريبين من المؤتمر الوطني فليس هناك شيء اسمه صالح عام. هل تعتقد أن هذه الشروط ستجد الاستجابة؟ دعنا نبدي حسن النية على الأقل خاصة في مسألة رد الحقوق إلى أهلها، كما أننا اقترحنا مشاركة الحركات المسلحة في هذا الحوار بضمانات وهذا يتطلب أن تسعي الآلية للسفر للتفاوض معهم ويكون لهم الحق في اتخاذ القرار من أجل المصلحة العامة ولكن الأهم من كل ذلك في تقديري أن يكون هناك حفظ للعهود والمواثيق ونضع تحت هذا الحفظ العديد من الخطوط و... مقاطعة لماذا هذه الخطوط؟ لأن المؤتمر الوطني درج على نقض العهود ولذا لا بد أن يكون هناك قسم مغلظ من أجل الحفاظ على الاتفاق الذي نصل إليه. هل تعتقدون أن القسم كافي؟ نعم كافي جدًا لأنه يجعلهم ملتزمين أمام الله ثم أمام المجتمع به، وأنتم تعلمون أن المؤتمر الوطني منذ أن بدأ اتفاقاته المختلفة لم يكن هناك قسم مغلظ لذا نحن نصر أن الآلية بمجرد الاتفاق عليها يكون هناك قسم مغلظ بقبول نتائج الحوار. البعض ينتقد حزبكم باعتباره تأسس من رحم قبيلة دون فتحه على الآخرين؟ هذا الحديث غير صحيح، نعم أتفق معكم أن حزب التواصل تأسس من رحم قبيلة البني عامر بالشرق ولكنه الآن يضم في عضويته جميع أهل السودان وهذا نتج لصدقه في الطرح وقوة آرائه ومبادئه، ومنذ تأسيس هذا الحزب ظللنا نواجه الكثير من العقبات والمشكلات التي تعترض طريقنا. ولكنكم الآن تملكون داراً في بورتسودان وأخرى في الخرطوم وتمارسون نشاطكم بحرية كاملة؟ أبداً هذا غير صحيح بدليل أن السلطات في ولاية البحر الأحمر رفضت لنا التصديق بقيام ندوة هذا الأسبوع لإيضاح ما يدور في الساحة السياسية، وظللنا طيلة الفترة الماضية نواجه مضايقات من المؤتمر الوطني بالولاية، علماً أن هذه الندوة التي كنا بصدد قيامها هي تعريف قواعدنا بمبادرة رئيس الجمهورية في حين السلطات تسمح للحزب الحاكم بقيام ندواته ونشاطه في كل ولايات ومدن السودان، ونحن نعلم أن قانون الشرطة لايمنع قيام الندوات بشرط إخطار الجهات الأمنية بذلك ونحن فعلنا هذا ولكن رفضوا لنا التصديق بقيام هذه الندوة وهذا يأتي ضمن كبت الحريات الحزبية. هل تعتقد أن المؤتمر الوطني يخشى من حزب التواصل في البحر الأحمر؟ بالتأكيد المؤتمر الوطني يخشى أن نسحب منه المزيد من القواعد ليس في البحر الأحمر فقط وإنما في جميع ولايات السودان، فالتواصل الآن له مد جماهيري كبير وهم يخشون منا إيصال صوت الحق للجماهير. ذكرت أن حزبكم نشأ من رحم قبيلة هل ما زال كذلك؟ لا.. أبداً.. نعم إن أساس حزب التواصل كان من قبيلة البني عامر ولكن الآن لدينا العديد من القيادات من القبائل الأخرى وكذلك القواعد وهذه الشعبية الجماهيرية اكتسبها الحزب لقوة طرحه رغم تكميم الأفواه التي تمارس ضدنا، فهل تعلم أخي الكريم أنه كلما خططنا لإقامة ندوة في مدينة ذات كثافة جماهيرية يتم منعنا وهذا يؤكد خشية المؤتمر الوطني من حزب التواصل خاصة أن حزب التواصل الآن أصبح رقم واحد في ولاية البحر الأحمر، وباسم الحزب أتحدى المؤتمر الوطني في إقامة ندوة في ذات التوقيت ندوة لحزبنا فستتأكدون من الحضور الجماهيري لندوة حزب التواصل أكثر من المؤتمر الوطني. إذا كنتم فعلاً تملكون هذه القواعد الجماهيرية لماذا لم تحققوا نتيجة جيدة في الانتخابات الماضية؟ الانتخابات الأخيرة لم تكن نزيهة وصاحبتها الكثير من الإخفاقات وهذا تأكد باستعداد رئيس الجمهورية لقبول تعديل قانون الانتخابات، نعم نحن حزب وليد وليس له موارد ضخمة بقدر المؤتمر الوطني ولكن لدينا مبادئ وشفافية وستروننا خلال الانتخابات المقبلة.. هل هذا يعني نية ترشحكم في الانتخابات المقبلة؟ نعم سنترشح في الانتخابات المقبلة وسننافس بقوة على كل المناصب خاصة رئاسة الجمهورية إن وجدنا الضمانات اللازمة لذلك وإن تم اختياري للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية فلن أمانع في ذلك تأكد أننا سنحقق اكتساحاً كبيراً فلدينا الثقة الكبيرة في الله ثم في قواعدنا المنتشرة في جميع أنحاء السودان للفوز بهذه الانتخابات. من خلال حواركم مع رئيس الجمهورية ألم تتطرقون لقضية حلايب خاصة أن تأسيس حزبكم جاء من شرق السودان؟ هذه القضية طرقها حزب التواصل منذ الأيام الأولى لتأسيسه حيث عقدنا مؤتمراً صحفياً وأكدنا من خلاله أن حلايب مدينة سودانية تم انتزاعها بالقوة بواسطة القوات المصرية، والحكومة السودانية ظلت تغض الطرف عن هذه القضية طيلة السنوات الماضية ولكن من خلال البنود التي أوردناها للحوار مع رئيس الجمهورية هو الحفاظ على المتبقي من السودان مثل حلايب والفشقة وغيرهما من المناطق.. كيف يتم الحفاظ في رأيكم؟ بالاهتمام وتوفير الخدمات فأنتم تعلمون الشرق غني جدًا بموارده الطبيعية والبحرية ولكنه يجد الإهمال من المركز في الخرطوم، وما حدث من تداعيات زيارة الرئيس الإرتيري لولاية البحر الأحمر خلال مشاركته في مهرجان السياحة الماضي خير دليل حيث توقع الجميع حضور الرئيس الإرتيري عبر مطار الخرطوم إلا أنه فاجاء الجميع بالحضور براً عبر محلية عقيق. لكن ماعلاقة هذه الزيارة بإهمال الشرق؟ هذه الزيارة تؤكد أن حدود السودان الشرقية خالية من السكان لعدم وجود الخدمات فالمواطن هناك وفي حلايب يشعر بالغبن لشح الخدمات وانعدامها في العديد من المناطق، وفي حلايب تحديدًا يجد المواطن إغراءات كبيرة من الإخوة المصريين دون أن تتحرك حكومتنا تجاه المواطن هناك.. في رأيكم ما هو الحل الجذري لهذه القضية؟ هناك مبدأ يقول ما أُخذ بالقوة لايسترد إلاّ بالقوة ولكننا دعنا نقول أن تبدأ الحكومة بالحوار السياسي فمنذ احتلال حلايب لم تطلب الحكومة السودانية من نظيرتها المصرية من سحب قواتها التي دخلت للمثلث دون حرب ولكن حكومتنا لم تتطلب من المصريين الخروج بل ينادون بجعل المدينة منطقة تكامل في حين ان الحكومة المصرية لا تتطرق لهذا التكامل أبداً فهم يقولون إن هذه أرضهم وأخذوها في حين جل سكان حلايب من القبائل السودانية الذين يجدون الخدمات المتكاملة من الحكومة المصرية في سبيل إغرائهم لإظهار انتمائه لمصر، فإهمال حلايب يحدث في العديد من مناطق الشرق التي تبحث عن الخدمات والتنمية إن كان في عقيق أو طوكر أو غيرهما من مناطق البحر الأحمر. ماهي رؤيتكم للحكومة حتى تتحقق التنمية إن كان في الشرق أو بقية ولايات السودان؟ أطالبها بالصدق أولاً في أفعالها وأقوالها فالذي يمارس الآن ليس صدقاً فلدينا الكثير من الشواهد التي تؤكد عدم صدق الحزب الحاكم وبالتالي حكومة المؤتمر الوطني، فنرجو أن يعود المؤتمر الوطني للحق من أجل مصلحة السودان، فالدولة حتى الآن لم تجد مشكلات من شرق السودان بل وجدت فيه الكثير من الموارد التي نرجو أن تستغل لتنمية إنسان الشرق والسودان بصفة عامة.