يبدو أن كثيراً من التجار استثمروا في التركيب «الفظي» لكلمة «أسعار» فاوسعوها «استغلالاً» خصوصاً في رمضان، شهر التوبة والغفران!! فاشترى عدد منهم الاحرف الأخيرة لكلمة «الأسعار» وهي «عار».. منهم من سخرها لمعنى «عَاَر» «يعيرُ» من «عار» الحمار أي أنه إنفك من عقاله وهرب مسرعاً، فجاءت العبارة «عارت الأسعار» وهو ما نراه اليوم في أسواقنا حيث «تفنجط» الأسعار وليس هنالك من هو بقادر على أن يمسك بزمامها ويرسيها. وآخرون آثروا أن يبقى اسم «عار».. الأحرف الأخيرة الثلاثة ل «أسعار» بمعنى آخر، فهي تدخل في لفظ: عارُ عليك أن تزيد الأسعار في رمضان بلا مبرر».. فمنهم من يقول إنه هو ايضاً يتأذى ويتضرر لمن يرفع له الأسعار من تجار الجملة أو الجبايات.. لكن الشاعر لمثل هؤلاء بالمرصاد، فلمن يزيد قبل ان يزيد له تاجر الجملة ويبالغ في الزيادة، يقوله له الشاعر: لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثله «عار» عليك اذا فعلت عظيم وآخرون اختاروا طريقاً اكثر شوكاً وأشد ضرراً في استغلال حروف الكلمة «أسعار» فاستخرجوا منها «السَعَر» بفتح «السين والعين» وهو مرض خطير صيب الكلاب، ويستعمل في البلاغة في وصف من تطاول وبالغ وتطرف في فعل الشيء.. يقال: «فلان سِعِر «بكسر السين» في أكل مال الغير». وذلك ما يعبر عن أحوال السوق في ايامنا هذه، والشهر الفضيل يطل ضيفاً عزيزاً علينا، بعض التجار بقوا «سعرانين» عديل في التسعيرة حتى ليبدو لك المشترون وهم يهربون من ا لاسواق دون ان يشتروا بعض السلع المصابة بداء «سعرهم» خوفاً من «العضة».. والواحد «ينفد بي جلدو»!! أما الكذبة الكبرى والوهم الأكبر في ما يسمى اسعار وتسعيرة في عصر «السوق الحر»، فإنه ليست هنالك ضوابط ومعايير ورقابة وقوانين تحكم ذلك. الحاصل أنه بدأت تبدو علينا نحن معشر الجمهور والزبائن اعراض «السَعَر» «بفتح السين» من كثرة «عضة» التجار فمنا من مات، ومنا من ينتظر يومه «فقراً وفلساً».. شفانا الله وإياكم.