يبدو أن جدل تحريم وتحليل الغناء والمعازف لم ينته، وربما لا يصل بتاتاً إلى الميس حتى في دول عرف علماؤها بالتشدد في تحريم المعازف عامة مثل المملكة العربية السعودية، وكان الشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام وعميد كلية الشريعة أم القرى قد وجه قصيدة للشيخ عادل الكلباني على خلفية فتوى الأخير حول إباحة المعازف نقتطف منها هذه الأبيات: ارفق بنفسك عادل الكلباني... فلقد أبحت معازف الألحان أرفق بنفسك فالحياة قصيرة... مهما تعش فيها من الأزمان ارفق بنفسك لا أخالك جاهلاً.. إن اتباع الحق بالإذعان أحقيقة ما قد تناقله الملأ ... فرأيته ضرباً من الهذيان أني أعيذك أن تكون مكابراً.. فارجع إلى ما كنت من إحسان بالأمس كنت أمام أطهر بقعة... شهراً أمام البيت ذي الأركان واليوم أنت مع المعازف مفتياً.. بجوازها يا خيبة الإخوان هل تاق سمعك للفتاة أصالة...أم تقت سمعاً للمخضرم هاني هل أنت مشتاق لنبرة عجرم.. أم صرت ترقب عاصي الحلاني أم قد سئمت من التلاوة مدة.. فأردت تبديلاً لها بأغاني أم قد كرهت مقال كل محرم.. جعل المعازف رقي للشيطان هل ضقت ذرعاً عن إمامك مالك.. وإمامه الفذ الفتى النعمان والشافعي الألمعي محمد .. أو رأس أهل السنة الشيباني إلى أن يقول في ختام قصيدته قائلاً: والفصل يوم الدين للديان.. سيقول مستمع المعازف حينها يا رب أفتاني بها الكلباني ثم رد عليه الشيخ عادل الكلباني بقصيدة نقتطف منها هذه الأبيات: هات الدليل بحكمة وبيان.. وارفق بنفسك يا أخ القرآن لا تعجلن فلن تراني مرسلاً.. من عند رب واحد ديان بعد التثبت قلتها متأكداً.. إن الغناء أبيح للإخوان فإذا أصبت فذاك ما أصبو له.. وإذا زللت فقد يزل لساني ثم يقول: دع ما يقول به الأئمة كلهم.. وقل الرسول عن الغناء نهاني هل لي بإثبات يقول رسولنا.. إن الغناء معازف الشيطان هل قيل حرم سمعها بصراحة.. في محكم الآيات والقرآن ما كنت في فتواي مثل مكابر.. بعد الدليل يسير في الطغيان ثم يقول: ما كنت أهمز من يخالفني.. على رأيي ويلمزني كما الفوران ولقد رجوت بما مضى بقصيدتي.. وطلبت منك أدلة الحرمان فأكتب دليلك لا أخالك جاهلاً.. وأريده بصراحة وبيان ما ضقت ذرعاً من إمامة مالك.. أتراه مرسلاً من الرحمن أترى الأئمة يا أخي بعلمهم.. عصموا من الأخطاء والنسيان آراؤهم بين الصواب وعكسه.. لم يجبروا أحداً على الإذعان أنا إن كرهت مقال كل محرم.. فلأنه يخلو من البرهان إن كان لي من حجة أو مرجع.. فهو النبي المرسل الرباني تلك كانت جل أبيات المساجلة الشعرية بين الشيخين سعود شروم وعادل الكلباني لكن بعيداً عن السجال الفقهي ومرجعياته الذي له أهله المتخصصون، نحسب أن الاستغراق في الغناء يميت القلب ويبعد المرء عن الذكر. وأيهما الأفضل في الخاتمة.. شاب مات بعد أن انقلبت به سيارته ومسجل السيارة ينطلق بالغناء وآخر كلماته دندنات وطرب، أم من مات ولسانه رطب بذكر الله وآخر كلامه لا إله إلا الله؟ أخيراً الشكر للأستاذ سعد العمدة المدير العام الذي بعث إلينا بهذا السجال الشعري المهم، ونسأل الله الكريم أن يقوي إيماننا وينير بصيرتنا.