الأخ/ وزير الإرشاد والأوقاف أطيب تحية الأخ الوزير: مما يسعدنا أنه كلما ذكرت وزارتكم العامرة بإذن الله يذكر معها الحج والعمرة والبيت الحرام والمتعة الروحية والصحبة الطاهرة، كما تذكر المساجد وحلقات القرآن ودروس الفقه والخلاوى والتحفيظ وكثيراً ما تساقطت دموع الكهول حينما خمدت نار التقابة وحلت محلها الكهرباء في الخلاوى. الأخ الوزير: لقد خرج التابعون (رضي الله عنهم) في صدر الإسلام من مكةوالمدينة يحملون الفقه والدين إلى البلاد المفتوحة وكان منهجهم فوق ما عندهم من علم وفقه وتقوى، عمل الصحابة وعمل أهل المدينة وقد أدى خروجهم إلى إثراء الفكر الإسلامي وتوسعة دائرة الفتوى كيف لا فهم علماء وفقهاء وأهل لغة وخرج بعدهم أهل السودان إلى دول المهجر يطلبون المال، ومع أن كثيراً منهم ليسوا بعلماء ولكنهم يتشوقون إلى العلم والمعرفة فرجع كل فرد يحمل فقه البلد الذي ذهب إليه وهم وبحسن نياتهم يريدون نشر ما وجدوه في الغربة من فقه في بلادهم، ولكنهم يفقدون الدليل وهنا تفرقت الأهواء وتباعدت الآراء واختلف أداء الشعائر حتى في صف الصلاة الواحدة. الأخ الوزير: أنت أعرف الناس بأن اختلاف الشعائر قد يؤدي إلى اختلاف القلوب والأهواء وربما التحزب والتعصب، وقد بدأت مظاهر ذلك فقد أصبحت بعض المساجد والتي هي مكان المحبة والإلفة وجمع الصف مكان تفرقة واختلاف وتباغض وتناحر، وأنتم أجدر الناس بجمع الكلمة ووحدة الصف وتأليف القلوب. وقد حاول الإمام محمد أحمد المهدي قبل ذلك جمع الكلمة حينما قال: «إذا كان لكل منكم تب يشرب منه» والتب حفرة في بطن الوادي «وماء السيل طمر كل التبوب أيبحث كل منكم عن مكان تبه ليشرب منه بعدما غمره السيل». الأخ الوزير: لقد تركت لنا مؤسسة الأزهر ثروة ثقافية واسعة من العلماء في كل عصر وثروة من الكتب تصطحب الأزمان والدهور، كتب بسيطة وسهلة تناسب من تدرج في سلم المعرفة الدينية وتناسب ما هو متوسط المعرفة، كما أنها تناسب الفقهاء والعلماء وأصحاب البحوث والدرجات الرفيعة. تفقه عليها طلاب الأزهر وتخرج منها علماء السودان ونال منها حظ أوفر أهل القيروان. فهلا كانت هذه الكتب بتوجيه منكم هي مصدر المعرفة في حلقات المساجد.. وخصوصاً ومساجد المدن والتي يؤمها جمع غفير من الناس يرغبون في المعرفة ويدرس بها علماء يبتغون وجه الله تعالى أصحاب عفة ونزاهة بدلاً من أن يفرق كل خطيب ما عنده بعد الصلاة وينتهي أثر كلامه بنهاية خطابه وقد يفسد عليه هواه وميوله الحزبي جوده كلامه وجميل استدلالاته. الأخ الوزير: تدريس هذه الكتب في المساجد يوحد الأمة ويجمع الكلمة ويزيل ما علق في نفوس الناس من جهوية ومذهبية بغيضة. ويجعل من المساجد معاهد دينية بل يجعل من بعض الناس فقهاء وعلماء. وهذه الكتب ووزارتكم أعرف الناس بها فهي منهجية وشاملة وجامعة لكل المعارف التي يحتاج إليها المسلم من عبادات ومعاملات وأحوال شخصية وسيرة وتفسير. أكتب إليك وأنا طامع في وحدة المجتمع المسلم وجمع الصف.