أدى توقف صادر الهدي خلال العام المنصرم لوجود جدل بين أوساط المهتمين وتخوف العديد من القطاعات من حدوث خسائر جَراء التوقف والذي أرجعه البعض لسياسات الدولة الخاطئة منها ارتفاع اسعار الماشية السودانية مقارنة بالدول الاخرى وعدم التزام الدولة باشتراطات الدول المستوردة مما ادى لدخول دول اخرى في السوق السعودية وبالتالي خروج السودان من الموسم، ولكن شهد العام استئناف لصادر الهدي من السودان بعد إعلان السعودية زيادة نسبة السودان من الهدي خاصة الاغنام ويأتي ذلك، في ظل حظر استيراد الأغنام من بعض البلاد التي انتشرت فيها بعض الأمراض، فضلا عن الأسباب السياسية في بلاد أخرى، الأمر الذي بنى عليه البعض توقعاته باستحواذ السودان على نصيب الأسد من كعكة أغنام الهدي والأضاحي لهذا الموسم، ولكن على الرغم من ذلك فإن بوادر أزمة بدت تلوح في الافق بعد اعلان مؤسسة النقد العربي السعودية لحظر البنوك السعودية من التعامل مع البنوك السودانية مما ادى غرفة الماشية الاستغاثة برئاسة الجمهورية للتدخل لانقاذ موسم الهدي واصفة توقيت المؤسسة المالية بالحرج خاصة مع اقتراب موسم الهدي مبينة أن توقف التعاملات المالية سيؤدي لتعطيل التحولات المالية بالنسبة للمصدرين السودانيين مشيراً إلى أن تضيق الخناق على البنوك السودانية بدأ منذ فترة، وبإعلان المؤسسة السعودية فإن الحظر قد يؤدي لتضييق الخناق على المصدرين السودانيين وبالتالي يهدد تعطيل سير عملية الصادر وبالتالي خسارة السودان للمرة الثانية بعد أن شهد القطاع انقطاعاً من بعض الدول فرغم التفاؤل الذي ابدته الغرفة بعد الاعلان السعودية استئناف الصادر حيث توقع رئيس غرفة صديق حيدوب السعودية استحواذ على أكثر من 40% من الصادرات الحيوانية السودانية، للهدي والأضاحي لموسم الحج هذا العام لافتا لنمو القطيع الحيواني 3 إلى 3,5% بسبب الامطار لنمو المراعي الطبيعية وتوقع حيدوب استقرار سعر الرأس عند 1500 كأقصى حد، في ظل هذه الوفرة من الأغنام متوسطة الحجم، مبيناً أن السودان رفع حصة السوق السعودية من صادراتها خلال هذا العام، وسط توقعات بأن تتجه نحو ثلاثة ملايين رأس من الماشية المصدرة إلى السوق السعودية، في وقت وشدد فيه على ضرورة الالتزام بالإجراءات اللازمة لضمان وصول حصائل الصادر للبلاد، والاستمرار في استخدام وسائل الدفع المقدم، والاعتمادات المستندية لصادر الماشية الحية، ومن جانبه ابدى العديد من المصدرين تخوفهم من توقف صادرات البلاد حيث اوضح امين المال بشعبة الصادر مهدي الرحيمة ل (الإنتباهة) في حال عدم تحرك الجهات المسؤولة لمعالجة المشكلة التي وصفها بالخطيرة مبيناً عدم اخطار الشعبة بوجود معالجات من أي جهة منوهاً بخطورة فقد السودان للموسم والسوق السعودية ودخول دول اخرى تحل محل السودان، وناشد الدولة بضرورة التحرك لمعالجة المشكلة وقال على الرغم من مناشدة رئاسة الجمهورية باعتبارها الجهة الوحيدة المخولة ومخاطبة محافظ بنك السودان الاسبوع المنصرم ولم نجد استجابة لافتاً اتجاه البنك لتوقف كافة التسهيلات لعملية الصادرمنذ فترة، وأكد مشاركة الشعبة كجهة مختصة للاجتماع مع الجهات المسؤولة لتدارك الموقف مشيراً لامكانية ايجاد حلول سريعة خاصة أن السعودية في حاجة للماشية السودانية والتي تقدر بحوالى مليون رأس في هذه الفترة فيما أوضح أمين غرفة الصادر سعد العمدة خلال حديثه ل (الإنتباهة) أن القضية ذات أثر كبير على الصادر خاصة في ظل الضوابط الحكومية الخاصة بالصادر والتي لا تتم إلا بالدفع المقدم مبيناً أن المسألة تتطلب تحركا بين قيادات البلدين والتي تصب في مصلحة الدولتين لافتاً لانتشار مرض الايبولا في الدول الافريقية مما يستوجب على السعودية التوجه للسودان مؤكدًا مساهمة موسم الامطار الناجح في نمو المراعي وزيادة القطيع القومي مما يساعد في زيادة الطلب عالمياً مشيرًا لزيارة وفد من الاطباء البيطريين السعوديين للسودان للوقوف على المحاجر مشيراً لوجود مساعي من الحكومة السودانية لمعالجة المشكلة وكشف عن عقد اجتماع اليوم مع القطاع الاقتصادي يضم وزير المالية ومحافظ بنك السودان لمعالجة المشكلة. ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عبد الله مدير الإدارة العامة للمحاجر البيطرية بالسودان، اكتمال الجاهزية في الولايات المختلفة لعملية الصادرات الحية والهدي، منوهاً بأن المحاجر في تطور مستمر لمواكبة مستجدات الصادر والذبيح، لافتاً إلى عدم وجود أي مشكلات تواجه عمليات الصادر بشقيه الحي واللحوم في الفترة الماضية.