عدت إلى أرض الوطن أخيراً، بعد أن وفقني الله سبحانه وتعالى لأداء شعيرة عمرة رمضان المعظم الماضي، سائلاً الله القبول، ولكن حقاً ما دعاني لكتابة هذا المقال، هو الحال والمّآل الذي يواجه المعتمر السوداني منذ الوصول حتى الوداع، وقطعاً لا استطيع سرد تلكم المآسي التي يتجرعها المعتمر السوداني من قبْل شركات العمرة ووكالاتها التي تعمل في جشع للكسب المادي أولاً وأخيراً، وحتى لا يكون الحديث جزافاً دعوني أحكي لكم جزءاً منها. عند العودة من العمرة يوم 12/شوال/1435 نزلنا في فندق نوركم بجدة حيث ينزل فيه معظم معتمري السودان، وفي اليوم التالي ونحن نجلس في استقبال الفندق سمعنا أحد مناديب الشركة يصيح بمكبر صوت الفندق ويقول: المسافرون على الباخرة دهب الباخرة وصلت عليهم النزول والترحيل جاهز وأصحاب الغرف من 400 إلى 413 عليهم إخلاء الغرف، رددها كثيراً بعدما انتهى من الصياح ذهبت إليه فقلت له «يخلوا الغرف يمشوا وين»؟؟ رد قائلاً يمشوا محل يمشوا!!! ما عندنا سكن ليهم، والفندق عقده انتهى، فقلت هذا الكلام غير كريم وسوف يدينك لو مشيت بلغت وزارة الحج السعودية، فقال لي «في تحدٍ واضح وغريب»: أمش جيب وزارة الحج هنا، برضو ما في سكن ليهم؛ فأخذت جوازات ثلاثة من المعتمرين ودلفنا إلى وزارة الحج بميناء جدة الإسلامي، وعلمت أن الباخرة دهب التي أخرج المعتمرين لها لم تصل كما زعم. فقابلت أحد مسؤولي وزارة الحج، ويكنى بأبي شادي سلمته الجوازات الثلاثة، وسردت له القصة كاملة فسألني من الذي أمرهم بإخلاء الغرف فقلت له«رجل لا يسر القلب يدعى ياسر يتبع لشركة حجيج»، اتصل به فوراً وبعد اكتمال الاتصال المطول، قال لي أبي شادي: إن هذا الرجل قال لم نأمر أحداً بإخلاء الغرف، فقط يريد يحول الرجال في غرف والنساء في غرف أخرى، فقلت له والله هذا الرجل كاذب ومعي شهود هم أصحاب الجوازات الثلاثة، عموماً لقد تم حل هذا الإشكال عبر وزارة الحج السعودية التي لا يظلم عندها أحد، وفي الختام أتساءل: أين وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية من المعتمر السوداني، بل وأين دور الإدارة العامة للحج والعمرة؟ حيث لا متابعة ولارقابة ولا إرشاد ولا.. ولا..