رغم أني على علم تام بكراهية الغرب الصليبي المتهود للإسلام والمسلمين، هذه الكراهية التي يحركها الحقد الدفين المهووس، إلا أنني تساءلت: لماذا يكرر سفهاء القوم الإساءات والرسوم القبيحة بلا مبرر وجيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعلم الذين يعرفون اليهود والمتهودّين من النصارى أن التكرار خطة لئيمة لجرّ العالم الإسلامي لحرب عالمية ثالثة، بعد تجريد المسلمين من السلاح في حرب يتفانون فيها، فماذا عليهم لو هلك المسلمون جميعاً. الإساءات كانت مقصودة، قصداً لإشغال العالم الإسلامي بها وصرف الأنظار عن جرائم اليهود في غزة، والمجازر التي سترتكب، والمسلمون مشغولون بالدفاع عن رسولهم الحبيب صلى الله عليه وسلم. جرائم الإبادة والمحرقة تمارسها عصابات اليهود ضد الأطفال الرضّع والشيوخ الركّع والنساء الحوامل، إنها خطة منهجية موضوعة بدقة من شياطين الإنس لإبادة الشعب الفلسطيني ولتطهير أرض فلسطين المباركة من سكانها المسلمين ليرثها أحفاد القردة والخنازير، ولكن هيها هيهات!! التخلص من المقاومة التي تقودها حماس والجهاد الإسلامي بالعنف قرار اُتخذ في مؤتمر أنابوليس بمعرفة ومباركة ممن حضروا ذلك المؤتمر المشؤوم عرباً وعجماً. لذلك يحدث ما يحدث من هجمات قاسية عشوائية تحت سمع وبصر العالم المتمدِّن والمتخلّف والمتوحّش، وبمباركة جهيرة من القوى الكبرى، وبعض العواصم العربية التي تحتضن سفراء اليهود سراً وعلانية، وتستقبل دهاقنة اليهود بالأحضان ظناً خائباً منهم، أن بقاءهم على الكرسي مرهون بطاعة اليهود القتلة لا طاعة الله. طوفت في أرض الأعاجم والعرب لم أجد فيها المصطفى ووجدت أبا لهب دماء الأطفال في عنق من شجّعوا القتلة على سفك دمائهم، أما هؤلاء الأطفال فدماؤهم ستكون لعنة على اليهود ومن هادنوهم ابتغاء عرض الحياة الدنيا، فتعساً لهم. سحقاً لمن زعم التفاوض والعدو محارب للسلم باباً يطرق حرب العدو لنا يحتم حربه حتى يكف عن القتال ويصدق إن التقارب لا يكون مع العدو ولا المظاهر للعدو ويصادق فجيعة وأية فجيعة، ونحن نرى جدار الصمت العربي والإسلامي أمام هذا الحجم المهول من المذابح الفاشيّة اليهودية العنصرية الحاقدة. استئصال الأعداء، رجالاً ونساءً وأطفالاً، واستئصال جميع ممتلكاتهم من حيوان ونبات، ونشر الخراب فوق كل شبر من أرض أعداء إسرائيل، تعليمات التوراة المحرّفة نجدها في إصحاحات العهد القديم. تعليمات أمريكا المتعددة للحكام أن يصمتوا عن الجرائم كما كانت تعليماتها عند ارتكاب مجازر الفلوجة في رمضان 1424ه رغم الحصار الجائر الظالم، رغم الحرمان من انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، وانقطاع تدفق السلع والخدمات من القطاع إليه، وكأن سكان غزة لا تربطهم صلة بجيرانهم العرب والمسلمين الذين يشاهدون الأحداث وكأنها في إقليم آخر. إن غزة العزة صامدة في صبر ومصابرة، وموعودة بالنصر إن شاء الله، فما مؤمن بالله جاهد فيه إلا مبشرُ بالنصر المبين، فهؤلاء الأبطال يعلمون أن تنكيس الرأس للغازي حرام، والجهاد ذروة سنام الإسلام، ومن خاف رب العرش لم يخش العدو وبأسه، والنصر آتٍ وعداً على الله حقاً.