في يوم من أيام عصرنا الحالي، حدث زلزال قوي: ولكنه في هذه المرة كان أكبر ما تم تسجيله قوة منذ اختراع مقياس ريختر والذي أتاح لنا قياس التحذيرات الغامضة. ولقد أدى هذا الزلزال إلى تغييرات واسعة النطاق، فهذه الهزات تتسبب غالباً في إحداث فيضانات، بينما هذا الزلزال الضخم أحدث فعلاً عكسياً، فقد تراجع المحيط. وانزاح الستار عن الطبقة الأكثر غموضاً من عالمنا وهو قاع البحر بما يحتويه من حطام السفن الغارقة وواجهات المنازل وأوعية دورات المياه وشاشات التلفاز وعربات البريد وأجسام طائرات وتماثيل من الرخام ومدافع كلاشينكوف والأجزاء المعدنية من حافلات السائحين وغسالات أطباق أتوماتيكية وحاسب آلي وعملات تحولت إلى أحجار. أما النظرات المذهولة فقد وضحت بين كل هذه الأشياء، وكانت للسكان الذين هربوا من منازلهم المهدمة إلى التلال. وعلى الرغم من الصرخات والانهيارات الأرضية التي تسببت في رعبهم، فقد كان يسيطر على المكان الصمت العاري. وتلألأ زبد البحر فوق كل هذه الأشياء، ومن المفترض أن الوقت لا ولم يتواجد هناك على الإطلاق حيث إن مادية الماضي والحاضر لم يكن لها ترتيب زمني، حيث إن الجميع كانوا شخصًا واحدًا وكانوا لا شيء. وقد هرع الجميع لأخذ كل ما يستطيعون وضع أيديهم عليه وخاصة الأشياء التي كانت تُعتبر ذات قيمة في وقت ما، ولكن ما هذا؟ حسناً، شخص ما يعلم، هذا لا بد أنه يخص أحد الأغنياء، ولكنه ملكي الآن. وإذا لم تقم بسلب كل شىء هناك، فشخص آخر سيقوم بذلك، وزلت الأقدام وانزلقت على العشب البحري وغرقت داخل الرمال المشبعة بالماء وفغرت نباتات البحر فمها في دهشة نتيجة لأفعالهم، ولم يلحظ أحد عدم وجود أي أسماك، فقد أُزيلت الكائنات الحية لهذه الأرض التي تم اكتشافها مع المياه. أما الفرصة العادية التي أتيحت للمواطنين لنهب المتاجر أثناء الانتفاضات السياسية فلا يمكن مقارنتها بما حدث. ومنحت البهجة المتسمة بالعربدة كل من الرجال والسيدات وأطفالهم القوة للتخلص من كل شيء لم يرغبوا به داخل الوحل والرمال، إضافة إلى الإسراع من مشيتهم المذهلة أثناء تجولهم، وهذا كان يمثل أكثر من مجرد ربح نتيجة لظروف طارئة، حيث كان سلباً لقوة الطبيعة والتي كانوا يهربون أمامها عاجزين. خذ، خذ؛ واستطاعوا تناسي حطام منازلهم وفقد ممتلكاتهم هناك أثناء عمليات السلب. وقد خرقت صيحاتهم لأحدهم الآخر الصمت الذي كان يلف المكان وأثناء هذه الصيحات التي كانت تشبه صيحات طائر النورس الغائب، لم يلتفتوا إلى قرب صوت بعيد يماثل الرياح الشديدة. وعندئذ عاد البحر مرة أخرى وابتلعهم لينضموا إلى كنوزه. الحاصلة على جائزة نوبل 1991م