اتجهت البلاد إلى التوسع في المشاريع الاستثمارية وجذب الأجانب تحت طائلة المساواة بين المستثمر المحلي والأجنبي، الأمر الذي خلق واقعاً جديداً لدى المستثمر وأجهزة الاستثمار المختلفة للدخول الى الرأس مالية الاجنبية التي ترفد الخزينة بالعملات الحرة، وتبدو معادلة تحقيق الأمن الغذائي التي طرحها رئيس الجمهورية لتوفير الغذاء في الوطن العربي بسيطة وغير معقدة، إذا وضعنا في الاعتبار أن بعض الدول العربية تتمتع برؤوس اموال كبيرة و السودان به كثير من الإمكانات الزراعية ووفرة المياه والاراضي الصالحة للزراعة، فقط الامر يحتاج لارادة سياسية قوية، وفي غضون ذلك اتجهنا في الصباح الباكر الى ولاية نهر النيل محلية جنوب غرب المتمة قرية ود حامد، للوقوف على احدى المشاريع الزراعية التى تعتبر من المشاريع الرائده في البلاد لافتتاح المرحلة الثانية من مشروع «جي إل بي» الزراعي الذي افتتحه نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن وعدد من الوزراء والمهتمين ووالي الولاية بهذا القطاع الحيوي، بتكلفة إجمالية بلغت مليار دولار في مساحة «217» الف فدان بهدف زراعة الاعلاف وتصدير البرسيم والاعلاف وتأمين الاعلاف للمواشي بالسودان، ثم تصديرها الى دول الخليج ويعمل المشروع بالري المحوري مباشرة من النيل ب«63» رشاش مساحة الفدان الواحد «120» فدان والمساحة المستقلة لا تتجاوز «10%» والمستهدف «80%» الجدير بالذكر ان بداية المشروع كانت في 2011 بزراعة «40» رشاش و«37» برسيم هذا ما اكده مدير المشروع طارق محمد خير، ان التقنيات المستخدمة من الاسمدة بنظام الري المحوري الذي يوفر «40%» من المياه ولا يتأثر بمستوى الارض والان في مرحلة التأسيس هنالك اكثر من «500» عامل من ابناء المنطقة وفي اطار الخدمات الاجتماعية، تم توفير اسعاف وتأهيل مركز صحي لمنطقة ود الحبشي بالاضافة الى مدرستين ومسجد وثلاثة خلاوى، وذلك بالتعاون مع لجنة الرضا المحلي لفض النزاعات في الاراضي، وقال محمد ان رأس المال هو العقبة في تنفيذ المشاريع كما اشتكى من عدم توفر الكهرباء للمشروع، مناشداً الدولة بضرورة تقديم الحلول لادخال الكهرباء للمشاريع الزراعية الناحجة مؤكداً اهمية تلك الاستثمارات الاجنبية الناجحة مدللاً بذلك بتغير نظرة المجتمع المحلي من مفهوم ان المستثمر جاء لاغتصاب الارض الى نظرة جديدة مختلفة لتأهيل وتنمية قدرات الاهالي وابناء المنطقة. ومن جانبه قال وزير الاستثمار د. مصطفى عثمان اسماعيل ان الولاية اصبحت الاولى في جذب الاستثمار الاجنبي مؤكداً التزامه باكمال بنيات المشروع ومناقشة امر توصيل الكهرباء، مشدداً على ضرورة حماية المستثمر عبر اللوائح والقوانين قاطعاً بعدم السماح للاجهزة السيادية بالتعدي على حقوق المستثمر من اجل تحقيق النهضة الحقيقية، فيما أكد وزير المالية بدر الدين محمود اهمية التصنيع التحويلي كآلية جديدة لاحداث نمو في الاقتصاد مشيراً الى ضرورة الخروج عن التفكير النمطي في الاستثمار واستقطاب التمويل عبر الصناديق السيادية، لتكون أداة لتحريك رؤوس الاموال، واضاف نحتاج الى عاملين لتحريك الموارد والتقنيات الحديثة لزيادة الانتاج وتقليل التكلفة خاصة المشروعات التصديرية، وفي ذات السياق أكد رئيس مجلس ادراة المشروع فراس بدرة أن السودان سلة غذاء العرب، منوهاً الى ان الارض تحولت من صحراء الى ارض خضراء متوقعاً ان يصل الانتاج الى مليون طن ليغطي احتياجات السوق المحلي والعالمي بجانب التصدير الى دول الخليج، بجانب الانعكاسات الايجابية في الاقتصاد والخدمات الاجتماعية، وقال انهم بصدد زراعة العديد من المحاصيل ومشتقات الالبان خاصة بعد دخول الحيوان. فيما اشار والي الولاية اللواء الهادي عبد الله ان الولاية تضم العديد من الموارد حيث شهدت طفرة حققت الاكتفاء الذاتي من انتاج الاسمنت ونسبة لا تقل عن «60%» من المعادن، مؤكداً أهمية الاستثمار في المرحلة المقبلة في تقوية الاقتصاد واستجلاب كافة التقنات الحديثة، وقال إن الاستثمار دخل في مرحلة جديدة داعياً الى ضرورة تسهيل الاجراءات للمستثمرين لدعم الاقتصاد والمصلحة العامة. الى ذلك وعد وزير الزراعة مهندس ابراهيم محمود، بدعم وزارته لهذا المشروع ليصبح قدوة للاستثمار الناجح والجاد، وذلك بتسهيل الاجراءات وقال ان البرسيم هو المخرج للزراعة، متوقعاً ان يكون المشروع قطار للمشاريع الاخرى في الصناعات الزراعية المختلفة.