الآن في بلاد السودان كما يقول المزارع في مناطق إنتاج الذرة، إن أسعار المحصول متدنية، وهذا أمر طبيعي لأن المزارع السوداني لا يجد من يستهلك محصوله، ذلك لأن القمح المستورد ينافس الذرة الوطني. والآن نحن في السودان ندعم من يزرع القمح في مشارق الأرض ومغاربها. ونعزف عن استهلاك الذرة مما يجعل سعرها غير مشجع بل متدنياً. وقد تغيير ذوق المواطن السوادني الذي كان غذاؤه الذرة بأنواعها المختلفة.. وبهذا يشجع المزارع وذلك باستهلاك محصوله. وأصبح المواطن السوداني يستهلك القمح. وسقط شعار «نأكل مما نزرع» كما سقطت كثير من الشعارات وعلى رأسها شعار تطبيق الشريعة الإسلامية وشعار المشروع الحضاري. والآن نحن في حالة سقوط مزرٍ لكل شعار نرفع. والمواطن السوداني ترك الاعتماد على ما ينتجه وأصبح يشجع كل أجنبي، مثل استهلاك القمح، ودعم المزارع الكندي والاسترالي وكل أصحاب زراعة القمح في العالم. لذا كان لا بد أن تتردى وتتدنى أسعار الذرة في السودان. وأصبح المزارع السوداني الذي يكد ويزرع ويأتي بمحصوله إلى الأسواق يجد الأسعار متدنية ولا تشجعه الدولة ولا تدعمه بالشراء من محصوله. ولهذه الأمور وغيرها لا يشجع المزارع أن يزرع مرة أخرى. وذلك لأن الزراعة تعرضه إلى الخسران. والواجب الآن أن نكف عن استيراد القمح وصناعة الخبز من الذرة السوداني. واذا عدنا إلى «الكسرة» مثلاً سوف تتطور صناعة هذا الخبز «الكسرة». وسوف ندعم ونشجع مزارع الذرة في القضارف وسنار وسائر المشروعات المطرية. وإذا لم يكن ذلك كذلك سوف نظل نعتمد على استراد القمح ودعم المزارع الأجنبي، وعندها سوف نصرع المزارع السوداني، والدولة كلما اعتمدت على نفسها كانت الأقوى وكانت دولة أبية وعزيزة. ولكي لا تتحكم في السودان الدول المنتجة للقمح علينا أن نعتمد على أنفسنا. إن سياسة استيراد الغذاء من الدول المنتجة للقمح سياسة ضد المزارع المحلي. وهي كذلك لا تحقق رفعة السودان. والمزارع الذي يصرعه المزارع الأجنبي سوف يخرج من المنافسة ويترك الزراعة. ولا بد من حماية المزارع السوداني، بل لا بد أن يحتكر السوق المحلي في كل السودن لصالحه. ويمنع استيراد الغذاء من الخارج والعودة إلى استهلاك الذرة السوداني، الأمر الذي يشجع المزارع السوداني حتى يستمر في الإنتاج وتجويده. إن الوضع الذي عليه المزارع الآن لا بد أن يتغيير، ولا بد أن نعود إلى إحياء شعار «نأكل مما نزرع» وإلا كان الفشل هو حليف السودان في الزراعة، وأن تتحكم الدول المنتجة للقمح في مصير السودان، ذلك السودان الواسع الشاسع المترامي الاطراف، والذي به أكبر مشروع للزراعة المروية وأكبر مشروع للزراعة المطرية في افريقيا، ورغم هذا يعاني اهل السودان من المجاعات وسوء التغذية. وأمثلة كثيرة يمكن ضربها مثلاً مثل منطقة شرق السودان.. الخ. آن الأوان ان نهتم بالزراعة ونحمي حماها. وأن نعرف أن السودان قطر زراعي رعوي. وآن الأوان ان نحمي المنتج المحلي من المنافس الأجنبي. ولذلك كان لا بد من كتابة هذا المقال بعنوان «مزارع القمح الأجنبي يصارع مزارع الذرة الوطني ويصرعه».