شهدت مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور حالة فوضى عارمة استمرت لأكثر من أربع ساعات إثر قيادة مجموعات من الشباب لمظاهرة انطلقت من موقع الاحتفال الذي خصص لاستقبال والي الولاية الجديد حماد إسماعيل حماد صبيحة أمس تهتف «الشعب يريد كاشا ولا بديل لكاشا»، حيث تحول الاحتفال لمظاهرة أُصيب خلالها أكثر من «20» شخصاً جراء الرشق بالحجارة التي قذف بها المتظاهرون ساحة الاحتفال، مما حدا بالشرطة إلى التدخل لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع، الأمر الذي نقل المظاهرات إلى سوق وشوارع المدينة الرئيسة، الشيء الذي تسبب في خسائر بعض المحال التجارية، وتكسير بعض إشارات المرور الضوئية، وتهشيم عدد من سيارات المارة. وفي ذات الأثناء احتوت الشرطة خروج طلاب جامعة نيالا الذين تجمهروا أمام مقر الجامعة بعد أن كسروا البوابة، وكشفت مصادر ل «الإنتباهة» عن نقل عدد من المصابين للمستشفى جراء الإصابات بالحجارة والتأثر بالغاز المسيل للدموع، وتم إلغاء الاحتفال الرسمي لاستقبال الوالي الجديد بساحة المولد، وتم استقباله فقط بمطار نيالا، فيما قلل د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب من التظاهرات التي خرجت في نيالا أمس.وقال إن خروج الجماهير لا يعتبر بأي حال من الأحوال رفضاً للوالي الجديد. وقال: «ليس كل مظاهرة بها عدد من الناس تعبر عن رأي المواطنين في المنطقة المعينة، ونحن متأكدون من قبول واسع للوالي الجديد بجنوب دارفور، وكذلك الوالي السابق بشرق دارفور»، وكشف أن كاشا اعتذر عن قبول التكليف لأسباب يراها هو موضوعية، وأكد قبول اعتذاره رسمياً وشعبياً، وسوف يتم تعيين والٍ بديل لشرق دارفور. وأكد الوالي الجديد في الاجتماع مع أعضاء حكومة الولاية وتنظيمات المجتمع المدني بقاعة الخليفة الذي تمت فيه عملية التسليم والتسلُّم بينه وبين الوالي السابق كاشا الذي اصطحبه لنيالا، أكد أن العدل سيكون أساس حكمه للولاية، وأن التنمية ستكون أولوية له دون التأثير على الأمن، كما أكد اهتمامه بالإعلام وحقوق الإنسان. وتعهد حماد بالبدء من حيث انتهى كاشا في العمل السياسي والتنفيذي، وترسيخ المؤسسية داخل حزبه. وقدم وزير الإعلام عبد الله مسار نصيحة لحماد بضرورة كسب تأييد الجماهير له وليس السياسيين، وتابع قائلاً له: «إنهم يتلفون حولك الآن من أجل طلب التعيين، ولكن سينفض حوالى 90% منهم عقب تشكيل حكومتك، وأول المعادين لك ستجد أنهم أعضاء حزبك». ومن جانبه تعهد كاشا بوقوفهم مع حماد للخروج بالولاية لبر الأمان، مؤكداً أنه سيسخر كافة إمكاناته للاستثمار في جنوب دارفور.