بادرت عدة عواصم عربية، يوم الاثنين، إلى التفاعل مع التطورات الجارية في السودان، معربة عن آمالها بأن يسود الاستقرار في البلاد. وأعربت الجامعة العربية عن القلق بشأن التطورات التي وقعت، الاثنين، في السودان حيث أعلن رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، حل مجلسي الوزراء والسيادة وفرض حالة الطوارئ. وأعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان.. مطالباً جميع الأطراف السودانية بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس 2019 بمشاركة المجتمع الدولي والجامعة العربية، وكذلك باتفاق جوبا للسلام لعام 2020 . وقال أبو الغيط – في بيان أصدرته الأمانة العامة للجامعة العربيةُ – لا توجد مشكلات لا يمكن حلها دون الحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التي تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية وصولاً إلى عقد الانتخابات في مواعيدها المقررة والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو هز الاستقرار في السودان. في غضون ذلك، قالت مصر إنها تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان، مؤكدةً أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة البلد. وأكدت مصر أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، داعية كافة الأطراف السودانية، في إطار المسئولية وضبط النفس لتغليب المصلحة العليا للوطن والتوافق الوطني. وعلى الصعيد نفسه، قالت وزارة الخارجية السعودية، إنها تتابع بقلق واهتمام بالغ الأحداث الجارية في السودان، وتدعو إلى أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان. وأكدت الرياض استمرار وقوفها إلى جانب الشعب السوداني ودعمها لكل ما يحقق الأمن والاستقرار والنماء والازدهار للسودان وشعبه. وفي السياق، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تجنب التصعيد والحفاظ على التهدئة والاستقرار في السودان، مؤكدة وقوفها إلى جانب الشعب السوداني. وشدد البيان على أهمية التوصل إلى التهدئة والاستقرار بأسرع وقت ممكن، بصورة تحقق مصلحة وطموحات الشعب السوداني في التنمية والازدهار. وأكدت الخارجية الإماراتية على ضرورة الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية والحفاظ على كل ما يهدف إلى حماية سيادة ووحدة دولة السودان. من جانبها، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، الاثنين، بيانا بخصوص التطورات الأخيرة التي وقعت في السودان وأعربت من خلال البيان عن "بالغ" قلقها حيال التطورات التي تشهدها السودان. وأكدت دولة قطر، الاثنين، أنها تتابع بقلق التطورات الحالية في السودان داعية كافة الأطراف إلى عدم التصعيد، واحتواء الموقف وتغليب صوت الحكمة، والعمل بما يخدم مصلحة الشعب السوداني الشقيق نحو الاستقرار والعدالة والسلام. وعلى ذات الصعيد، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا: "إنها تتابع باهتمام بالغ ما آلت إليه الأوضاع في السودان ودعت كافة الأطراف في السودان إلى التهدئة، وتغليب لغة الحوار، وتجنيب الشعب السوداني المزيد من مخاطر الانقسام والصراع بين مكوناته، واحترام إرادة وخيارات الشعب السوداني في الالتزام بالخيار الديمقراطي". وأعربت مملكة البحرين عن ثقتها بقدرة القوى السياسية السودانية على تجاوز هذه الأزمة بالحوار والتفاهم، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم في هذا البلد العزيز لتحقيق تطلعات وآمال شعبه في النماء والازدهار. ودعا الأردن، الإثنين، الأطراف السودانية إلى احتواء الأوضاع وتغليب المصلحة الوطنية بما يحافظ على سلامة السودان الشقيق ومصالحه، ويُحقق أمنه واستقراره، ويحمي مقدراته ومكتسباته ويلبي تطلعات الأشقاء السودانيين". وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يوم الاثنين، حل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد. وأكد البرهان، الالتزام التام والتمسك الكامل بما ورد في وثيقة الدستور بشأن الفترة الانتقالية، لكنه أعلن تعليق العمل ببعض المواد. كما أعلن البرهان إعفاء الولاة في السودان، متعهدا بمواصلة العمل من أجل تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات في البلاد. ووصف ما يمر به السودان، في الوقت الحالي، بالخطير، في إشارة إلى الانقسام السياسي الحاد الذي شهدته البلاد، خلال الآونة الأخيرة. وأشار البرهان إلى أن حكومة كفاءات وطنية ستتولى تسيير أمور الدولة حتى الانتخابات المقررة في يوليو 2023.