منذ استيلاء الجيش على السلطة في السودان، وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تتضمن معلومات مضللة، بحسب تقارير أعدتها خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة "فرانس برس". والاثنين الماضي، أعلن الجيش السوداني السيطرة على السلطة في البلاد من خلال حل المؤسسات الانتقالية وإعلان حال الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، بينما ندد المدنيون في السلطة ب"انقلاب"، وذلك بعد اعتقال مسؤولين حكوميين وسياسيين، وحل مؤسسات الدولة. "نقل متظاهرين إلى الخرطوم" تزامنا مع التظاهرات في السودان المنقسمة بين مطالبين بحكم مدني ومؤيدين لحكومة عسكرية، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه يظهر مجموعة كبيرة من المحتجين تنقل في موكب من السيارات والحافلات إلى العاصمة. إلا أن الادعاء غير صحيح، الفيديو لا علاقة له بالتطورات الأخيرة في السودان، بل مقتطع من فيديو أطول منتشر منذ عام 2019 على أنه لاستقبال زعيم محلي في شرق البلاد. يظهر في الفيديو شاحنات على متنها مجموعة كبيرة من الأشخاص في ما يبدو أنه موكب. الفيديو حصل على عشرات المشاركات والتعليقات جاء في التعليق المرافق أن هذا الفيديو يصور نقل محتجين إلى الخرطوم للاعتصام هناك، حاصدا على فايسبوك عشرات المشاركات والتعليقات. وأظهر التفتيش بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة أنه مأخوذ من فيديو نشر قبل سنوات على الإنترنت لاستقبال أحد شيوخ شرق السودان. ومدة النسخة الأصلية من الفيديو أكثر من 18 دقيقة وهي منشورة على موقع يوتيوب بتاريخ 6 نوفمبر 2019 تحت عنوان "استقبال الشيخ سليمان علي بيتاي". "إجراءات مشددة اتخذها الجيش" قبيل إقدام الجيش السوداني على اعتقال مسؤولين حكوميين فجر الاثنين، وعلى وقع تظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة لقيام حكومة عسكرية، ظهرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورتان قيل إنهما تظهران إجراءات مشدّدة اتّخذها الجيش حديثا في الخرطوم. لكن هاتين الصورتين تحديدا قديمتان. يظهر في الصورة الأولى متظاهرون أمام قوة عسكرية في شارع عريض، وفي الصورة الثانية مقاتلون بزي عسكري ينتشرون في ساحة. وجاء في التعليقات المرافقة "الجيش يغلق كل الطرق المؤدية إلى القيادة العامة للقوات المسلحة". وأضافت التعليقات "انتشار كثيف للجيش والشرطة في العاصمة السودانية". في المقابل، أظهر التفتيش عن الصورتين على محركات البحث أنهما منشورتان منذ عام 2019 على الأقل مع مقالات وأخبار عن تظاهرات واحتجاجات وأعمال عنف في السودان. "نقل متظاهر مصاب" ظهرت على صفحات سودانية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تظهر أحد ضحايا إطلاق نار تعرض له متظاهرون أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم الاثنين. صحيح أن "قوات عسكرية" أطلقت النار على متظاهرين هناك وفقا لمصادر عدة، إلا أن هذه الصورة تحديدا ملتقطة قبل سنوات. يظهر في الصورة شبان يرفعون شخصا يبدو أنه مصاب، لوضعه على ما يبدو أنها حمالة. وجاء في التعليقات المرافقة "سقوط شهداء أمام القيادة العامة الآن". هذه الصورة ملتقطة قبل سنوات وأظهر التفتيش عن الصورة على محرك غوغل أنها منشورة منذ عام 2019 مرفقة بمقالات وأخبار عن فض اعتصام في العاصمة أوقع عشرات القتلى أمام القيادة العامة للجيش السوداني. وكان المعتصمون هناك يطالبون بنقل السلطة إلى المدنيين، بعد النجاح بالإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل ذلك ببضعة أشهر. وقد وصفت المعارضة ما جرى حينها من تفريق للاعتصام بالقوة بأنه "مجزرة دموية". وفي أغسطس 2019، وقع العسكريون والمدنيون (ائتلاف قوى الحرية والتغيير) الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية ضد نظام عمر البشير، اتفاقا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات مددت لاحقاً، على أن يسلم الحكم بعد ذلك لسلطة مدنية منتخبة. لكن بعد ذلك، بدأت الخلافات والانقسامات تظهر للعلن، ولا سيما بين عسكريين ومدنيين. وفي منتصف أكتوبر الجاري، بدأ محتجون اعتصاما قرب القصر الجمهوري للمطالبة باستقالة حكومة حمدوك وتشكيل حكومة عسكرية. ورد أنصار الحكم المدني بتظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف في الخرطوم ومدن أخرى طالبوا فيها بتسليم السلطة إلى المدنيين، واتهموا العسكريين في السلطة بالوقوف وراء الاعتصام. وقبل أيام، جددت "قوى إعلان الحرية والتغيير" التي قادت الانتفاضة ضد البشير، دعمها لرئيس الحكومة، وحذرت من "انقلاب زاحف". المصدر