1 الدولة الموازية، لأول مرة أسمع هذا المصطلح من صديقي د. محمد محجوب هارون (حياه الغمام)، عرف د. محمد تلك الدولة بأنها الدولة الأخرى التي صنعتها الإنقاذ بجانب الدولة القائمة أصلا. الإنقاذ صنعت سوقها الموازي من شركاتها وبنوكها ورجال أعمالها كما صنعت بجانب المنظمات الحكومية القائمة والوزارات منظمات أخرى وهيئات ومؤسسات كتلك التي في الدولة لتعمل ذات عملها، كما صنعت أمنها الخاص لا أمن الدولة وأسست جيوشا موازية وهكذا أصبحت دولة الإنقاذ دولتين يتم الصرف عليهما من ذات الموارد الشحيحة التي لا تكاد تفي بحاجيات الدولة الأولى، أضف إلى ذلك الصرف على حزبها العملاق ومنظمات حزبها والمتحالفين معها من جيوش الأحزاب ورفقة عطالى من الساسة الذين يعتاشون على الدولة والدولة الموازية في آن واحد. انتهى الأمر إلى أن الدولة الأصل عجزت عن الصرف على أوجب واجباتها (تعليم وصحة) كما عجزت عن الصرف على الدولة الموازية؛ فبلغ عجز الموازنة أكثر من ربعها بحسب ما هو رسمي ولكن الحقيقة أن عجز الموازنة أكثر من ذلك بكثير. وكيف لا؟ فمن أين تصرف الدولة الأصل على الدولة الموازية؟ من أين للدولة أن تصرف على دولتين و100 حزب إضافة إلى صرفها الأمني والسياسي المتضخم؟ ذلك مقدار من الصرف بحاجة إلى دولة عظمى ويا حسرة.. ما زلنا نلهث وراء الخبز الحافي. 2 بدا لي أن السيد أيلا وهو يشرع في تصفية الدولة الموازية اختار أن يبدأ بالمؤسسات الحكومية بهدف دمجها في الدولة الأصل. في الدولة الأصل كانت كل وزارة لها مؤسسة أو شركة بغرض التجنيب والنهب المصلح بلا رقيب. وقف النزيف جراء هذا العبث خطوة أولى في الاتجاه الصحيح ولكن مشوار السيد أيلا سيكون طويلا وخطرا، فآلاف الشركات الحكومية الآن بدأت ترتجف من قرار تصفية الدولة الموازية، وأساطين تلك الشركات لن يتركوا خطة الإصلاح تمضي بيسر فستنشب كل غربان الفساد في الدولة الموازية أظفارها وتشهر سيوفها لتخوض معركتها النهائية ضد حكومة السيد أيلا للحفاظ على مكاسبها التاريخية. مئات المنظمات ستجد نفسها قريبا بلا تمويل حين يتم قفل البلف الحكومي، وستفقد الأحزاب العاطلة ثدي الدولة لتحبط وقد تنضم للحراك.!!. إذا ما سار السيد أيلا على خط تصفية الدولة الموازية ووجد الدعم اللازم من رئيس الجمهورية والإعلام فلن يلبث إلا قليلا حتى يجد أن عجز ميزانيته قد تراجع وأن مؤسسات الدولة استعادت فعاليتها ورشاقتها وأن كثيرا من الساسة العاطلين عن العمل والموهبة بدأوا يبحثون عن وسائل للكسب الشريف..!