هبطت بنا الطائرة الرئاسية في مطار جوبا عند العاشرة من صباح أمس (الثلاثاء) وهي تحمل وفداً رفيع المستوى برئاسة رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" الذي بدأت زيارته لجوبا بدعوة رسمية من رئيس حكومة الجنوب "سلفاكير ميارديت" لتكملة بعض القضايا المتعلقة باتفاقية السلام المبرمة بين البلدين في 2005م. كان في استقبال رئيس الجمهورية بمطار جوبا الفريق "سلفاكير" وأعضاء حكومته، من بينهم وزير الخارجية "بنيامين برنابا" ووزير البيئة "عبد الله دينق نيال" ودكتور "رياك قاي" و"جون دور" وهؤلاء كانوا مسؤولين في حكومة الإنقاذ قبل الانفصال، بينما ضم وفد السودان الفريق أول "بكري حسن صالح" وزير رئاسة الجمهورية، والفريق أول "عبد الرحيم محمد حسين" وزير الدفاع، والمهندس "إبراهيم محمود حامد" وزير الداخلية، ودكتور "عوض الجاز" وزير الطاقة، ودكتور "صابر محمد الحسن"، و"بدر الدين محمود" نائب محافظ بنك السودان، والسفير "عبد الوهاب الصاوي"، والأستاذ "عثمان عمر الشريف" وزير التجارة، وعدداً كبيراً من المسؤولين ورجال الأعمال. لقد كان الاستقبال حاراً كأنما الدولتين ما زالتا دولة واحدة بحكم العلاقة التي تربط الوفد الشمالي مع وزراء حكومة الجنوب، فسادت روح طيبة بين الجميع قللت الروح التي كانت سائدة في وقت مضى إبان التعدي على المناطق الآمنة ومناطق البترول بهجليج، وبدأت المداعبات بين أعضاء الوفدين، واتسمت الاجتماعات الجانبية للنظر في القضايا المختلفة بالتصفيق، خاصة من جانب أعضاء وفد الجنوب عندما يتم التوصل لمعالجة بند مهم كفتح المعابر ومرور التجارة والاستمرار المشترك لإعفاء الديون ودعم التنمية بين البلدين. لقد اختلفت مدينة جوبا تماماً، وأصبحت تشبه كثيراً من العواصم التي انتظمت فيها حركة البناء والإعمار، فقامت العمارات الشاهقة، وتحولت المنازل من القش إلى المواد الثابتة الطوب والسيخ والأسمنت، جوبا مدينة هادئة وتستحق أن يتغنى بها المغنون، فأهلها طيبون وحياتهم تسير نحو الأفضل بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة. لقد حظيت زيارة رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" باهتمام كبير من وسائل الإعلام المختلفة، مما يؤكد أنها زيارة فوق العادة، وحتى الطقس كان مهتماً بالزيارة فتحول من السخانة إلى أمطار وزوابع رعدية أدخل البهجة والسرور في نفوس أعضاء الوفد وسكان مدينة جوبا. وعقب تلاوة البيان الختامي وكلمات الرئيسين توجه الوفد لتناول وجبة الغداء التي أقيمت على شرف الزيارة، ومن ثم توجه رئيس الجمهورية ووفده وأدوا صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً بمنزل الدكتور "مطرف صديق" سفير السودان لدى دولة الجنوب.