خلاف الحركة الإسلامية بين "الترابي" و"جعفر شيخ إدريس" كان بسبب المدرستين الجبهة الوطنية تكونت بالخارج وهؤلاء أبرز مؤسسيها "فتحي خليل" و"حسن رزق" زملاء دراسة وشيخ "علي" كان قدامنا طلب مني الانضمام للأنصار بالجزيرة أبا لمناهضة نظام مايو رفضت من كل المدارس التي ذهبت للتدريس فيها إلا هذه المدرسة حوار – صلاح حبيب { ما هي التنظيمات الموجودة في خور طقت الثانوية؟ - كانت حركة الإخوان المسلمين، الجبهة الديمقراطية والشيوعيين. { وأين حزب الأمة والاتحادي؟ - هذه لم تكن موجودة آنذاك. { من أبرز النشطاء؟ - "بشير عمر" الذي أصبح وزير المالية عن حزب الأمة في الديمقراطية الثالثة، وكان وقتها في الجبهة الاشتراكية الديمقراطية و"عبد الرسول النور" وكان في الوحدة الإسلامية ونحن في خور طقت ظهرت حاجة اسمها البعث الطلابي وهي نواة لحزب البعث. { من يقوده؟ - كان يتم التجنيد له بطريقة عفوية. { أشهر ما كان يميز خور طقت؟ - الإضرابات، وأذكر ونحن بالسنة الأولى قالوا هناك إضراب قلنا ما هو السبب، قالوا هذا هو السبب وأذكر أيضاً عندما تمت ترقية وكيل المدرسة إلى ناظر الأستاذ "أحمد عبد الله سامي" الطلبة احتجوا وقالوا كيف يتم تعيين ناظر جديد فلا بد من ناظر قديم ومخضرم، وكان هذا سبباً للإضراب. { من المواد المحببة لك وقتها؟ - الرياضيات، وأذكر وأنا بالصف الثاني قررت العودة إلى معهد التربية بالدلنج. { والسبب؟ - ظروفي وظروف الأسرة كانت تتطلب مني أن أعمل ولذلك قررت أن أذهب إلى معهد التربية لأتخرج معلماً، ولكن الأستاذ "سعد الدين محمد أحمد" (أبو الفصل) ومدير المدرسة "عصام حسون" رفضا وقال لي ناظر المدرسة إذا ذهبت إلى المعهد سوف تتخرج بعد سنتين وأنت تبقت لك سنتين بالثانوي، فإذا لم تنجح سوف تعين معلماً بالمدرسة الوسطى وهي أفضل من معهد التربية ونحن سوف نعفيك من المصاريف وبالفعل تم إعفائي من المصاريف الدراسية. { كم كانت؟ - ثلاثة جنيهات. { وماذا عملت بعد ذلك؟ - امتحنت الشهادة ونجحت والتحقت بمعهد المعلمين العالي بأم درمان؟ { وأنت بمعهد المعلمين ماذا حدث؟ - توسعت الحركة الإسلامية رغم أن السيطرة كانت للشيوعيين وجاءت بعد ذلك الانتخابات بالتمثيل النسبي ونال الاتجاه الإسلامي (19) مقعداً من أربعين، الشيوعيون قالوا في ظلم فلا بد من استفتاء لتعديل الدستور لتكون الانتخابات بالحر المباشر وفاز به الاتجاه الإسلامي وكان "أحمد عثمان مكي" أول رئيس في ذلك، ونحن في كلية التربية (معهد المعلمين سابقاً) أجرينا انتخابات فاز بها الاتجاه الإسلامي وكان "حسن عثمان رزق" رئيساً للاتحاد وجاء في اللجنة التنفيذية "حافظ جمعة سهل". { من الأحداث التي شهدتها بالمعهد؟ - كانت قضية تحويل المعهد إلى كلية للتربية وكان لا بد من جهة تتبناه فجامعة الخرطوم تبنته والإشراف عليه أكاديمياً لأن هناك مواد إضافية بالمعهد بالإضافة إلى التدريب الذي يأخذ شهرين، لكن ناس جامعة الخرطوم بيعتقدوا هذا انتقاص من مدة الدراسة إضافة إلى أن هناك اتفاقاً مع وزارة التربية باعتبارها التي تقوم بدفع مبلغ مالي للطالب قبل التخرج باعتباره أحد منسوبيها بعد التخرج، ولذلك أصبح المعهد يمنح درجة البكالوريوس بعد أن أصبح نظام الدراسة أربع سنوات، وتبنى الاتحاد المشكلة لمعالجتها ولذلك وجد طرح الاتحاد أفضل لحرق الشيوعيين ولذلك صعدت القضية الأكاديمية ليصبح المعهد تابعاً للجامعة وينال شهادة البكالوريوس، وفي نفس الوقت كانت قضية سياسية مناهضة لنظام حكم "نميري" فتشعبت القضية سياسياً وتم احتلال المعهد وتم اعتقال الطلاب والطالبات، وهذا كان من أبرز الأحداث التي شهدناها بمعهد المعلمين العالي، ووقتها كنا على أعتاب التخرج وبالفعل تخرجنا. { ما هي أول محطة عملية لك بعد التخرج؟ - وزعت للعمل بمدرسة المقرن الثانوية وعندما ذهبت إلى الوزارة لأخذ خطاب التعيين قالوا لي تم نقلك إلى مدرسة المؤتمر الثانوية، وعندما ذهبت إلى مدرسة المؤتمر قالوا لي تم نقلك إلى مدرسة الخرطوم الثانوية بنات، مشيت الخرطوم بنات قالوا لي نقلت إلى مدرسة الأبيض الثانوية، أمضيت شهرين بها جاءت برقية تشير إلى نقلي إلى الخرطوم. { وفي الخرطوم أي المدارس ألحقت بها؟ - التحقت بمدرسة الخرطوم الثانوية ولكن واجهتني مشكلة سكن فوجدت أستاذاً "مصري" ألحق بمدرسة "حسين الثانوية" وواجهته مشكلة سكن بأم درمان وأنا مشكلة السكن بأم درمان كانت محلولة بالنسبة لي، فتبادلنا ذهب إلى الخرطوم الثانوية والتحقت أنا بمدرسة "محمد حسين" عملت بها حتى العام 1975م، فصلت بعدها. { إذا عدنا بك إلى جو الجامعة هل تذكر بعض الأسماء؟ - من أبناء الدفعة "فتحي خليل" رحمة الله عليه، وبروفيسور "عوض حاج علي" و"أحمد عثمان مكي" والأستاذ "علي عثمان محمد طه" وقتها كان بالسنة الرابعة ونحن بالسنة الأولى و"أحمد إبراهيم الترابي" و"جعفر ميرغني". { متى كان التحاقك بالجامعة؟ - كان في 1969م، مع مجيء النظام المايوي، أذكر وقتها مايو جاءت حمراء وكنا معبئين ضدها فبدأنا كتابة المنشورات باسم الجبهة الوطنية والاسم وقتها كان للتمويه. { ولكن الجبهة الوطنية تأسست بالخارج؟ - نعم وكان مؤسسوها "الشريف حسين الهندي" و"عمر نور الدائم" ووقتها كان في بريطانيا و"عثمان خالد" و"أحمد عبد الرحمن" و"زكريا بشير إمام" و"شمس الدين زين العابدين" و"عبد الله مكي" وهؤلاء كانوا نواة الحركة الوطنية. وأذكر ونحن في نهاية العام بالجامعة اتصل علي "أحمد إبراهيم الترابي" و"عبد الرحمن الحلو" قالوا لي يا "عمر" تم الاتفاق على قتال نظام مايو وتم اختيار عدد من الطلاب أن يذهبوا في الإجازة إلى الجزيرة أبا للتدريب مع الأنصار هناك فالأنصار والإخوان يمثلون الفصيل المتقدم وأنت جهز نفسك بعد الامتحانات تذهب إلى الجزيرة أبابا، ولكن في مارس موسم الإجازة قرر "نميري" زيارة الجزيرة أبا بالباخرة ولكن في طريقه إليها تم اعتراضه فقطع الزيارة وعاد إلى الخرطوم وأعطى "نميري" تعليمات "لأبو الدهب" لضرب الجزيرة أبا فاستشهد فيها "محمد صالح عمر" وخرج "مهدي إبراهيم" إلى الحبشة. { وقتها وقع خلاف مع الحركة الإسلامية ما هي أسبابه؟ - انعقد وقتها مؤتمر الحركة الإسلامية وفيه وقع الخلاف بين "جعفر شيخ إدريس" والدكتور الراحل "حسن الترابي" والخلاف كان بين المدرستين مدرسة التربية التي ينادي لها "جعفر شيخ إدريس" ومدرسة السياسة التي ينادي بها الدكتور "الترابي". { من هم من كانوا مع الدكتور "الترابي" والذين كانوا مع "جعفر"؟ - وقتها حدث الانقسام ف"إبراهيم السنوسي" و"مبارك قسم الله" كانوا ضمن فصيل "جعفر شيخ إدريس" و"أحمد عبد الرحمن" و"عثمان خالد" و"علي عبد الله يعقوب" و"عبد الرحيم حمدي" والطلاب كانوا مع "الترابي" ولكن الخلاف لم يستمر طويلاً بسبب نظام مايو.