مرة أخرى.. لماذا تراجع صادر الثروة الحيوانية؟ رقية أبو شوك في زاوية (مجرد سؤال) أمس الأول (الخميس)، التي جاءت بعنوان (لماذا تراجع صادر الثروة الحيوانية؟؟).. تناولنا تراجع صادرات الثروة الحيوانية، وأيضاً طرحنا عبر المساحة بعض المقترحات للارتقاء بالصادر من الثروة الحيوانية.. والسؤال الذي طرحناه سؤال كبير وبحاجة إلى إجابة شافية، وذلك بالرغم من أننا قد أجبنا عنه حسب ما توفر لدينا من معلومات. فالحس الوطني والمصلحة القومية لبلادنا تجعلنا نبادر بضرورة طرح المعالجات لهذا القطاع الحيوي الهام باعتباره يرفد خزينة البلاد بمبالغ كبيرة جداً من العملة الأجنبية التي نحن بحاجة إليها، للاستفادة منها في استيراد السلع الإستراتيجية التي نعاني نقصاً فيها، كالأدوية والقمح على سبيل المثال لا الحصر.. وإذا أردنا لاقتصادنا أن ينهض فعلينا أن نركز على قطاع الزراعة بشقيه "الزراعي والحيواني".. فعبر الزراعة سنحرك قطاعات كثيرة وعلى رأسها الصناعة، وفي القطاع الحيواني نستطيع أيضاً أن نحرك صناعة الجلود مثلاً التي هي الآن دون المستوى المطلوب.. وعن طريق صادر الثروة الحيوانية نستطيع أن نحرك كل المصدرين وكل المربين للماشية الذين ينتشرون في جل ولايات السودان. قد لا يختلف اثنان في الإهمال الكبير الذي طرأ على الزراعة والثروة الحيوانية بعد اكتشاف النفط.. أهملنا مثلاً زراعة محاصيل إستراتيجية مهمة كالقطن.. وأهملنا أيضاً الصمغ العربي والتوسع في زراعة القمح.. أهملنا كذلك الصناعة في مجال الأدوية باعتبار أن قطاع الأدوية يكلف الكثير من العملات الحرة، التي تذهب لاستيراده.. نعم أهملناها، لكن يجب أن نصحح المسار الآن بعد ذهاب النفط مع الانفصال.. ولنبدأ من الآن. أحد المهتمين جداً بصادر اللحوم المذبوحة وعضو شعبة مصدري الماشية الأستاذ "علي محمد الأمين" جاء مشكوراً لمبنى صحيفة (المجهر) بعد اطلاعه على ما تناولناه عن (تراجع صادر الثروة الحيوانية)، وتحسر على تراجع الصادرات من الثروة الحيوانية بالرغم من الطلب عليها، وتحسر أيضاً على فقدان السودان لعدد من الأسواق، مشيراً في حديثه معنا إلى أن السعودية من أكثر الأسواق لاستيعاب اللحوم، لكننا فقدناها والسبب عدم توفر المسالخ المؤهلة التي تستوعب المطلوب، حيث كان يتم تصدير ما يقارب (40) طناً يومياً للسعودية.. وتحسر كذلك على عدم تنفيذ طلب سلطنة عمان من اللحوم السودانية مؤخراً، حيث توقفت الشحنة بسبب عدم توفر المسلخ الذي يقوم بالسلخ..إ نها حسرة كبيرة جداً. إذن السبب المباشر، وعلى حسب القراءات، هو عدم توفر المسالخ المؤهلة لاستيعاب الطلب العالمي.. الماشية متوفرة والهمة السودانية من قبل المصدرين أيضاً متوفرة، فقط تنقصنا الإمكانيات التي تجعلنا نصدر بكل ثقة.. فالمسالخ المؤهلة يجب أن تتوفر إذا أردنا أن ننطلق بالصادر.. فمسلخ الكدرو على حسب علمي قد بيع، وحتى إن بيع لجهة ما من أجل الارتقاء به، لماذا لا يكون هنالك توجيه للجهة المشترية بضرورة التأهيل والتطوير في أقرب وقت حتى نستطيع عبره أن نصدر للجهات التي ترغب في اللحوم السودانية ذات الجودة العالية؟؟ فتحقيق الربط المقدر للصادرات من الثروة الحيوانية خلال العام الجاري 2017م لن يتم إلا أذا وفرنا المعينات كافة وأزلنا العقبات التي تقف أمام تنفيذ الخطة. من السهل جداً وضع الخطط وخارطة الطريق، لكن يبقى فقط التنفيذ، الذي يجب أن يتم بوضع خطة وخارطة طريق تشارك فيها كل الجهات ذات الصلة.. نسمع لآرائهم ومشاكلهم ثم نتفق على الحلول. فلنبدأ الآن ونزيل الحسرة على ضياع الفرص من الجهات المهتمة كافة بقطاع الثروة الحيوانية.
