مصر خطت إلى الأمام موسى يعقوب كنا في هذه المساحة– صباح (الأحد) أمس الأول– قد رفعنا الصوت عالياً بأن تتدخل المنظمات الإقليمية والدولية لبسط السلم والأمن والاستقرار بين مصر وجوارها الأفريقي الذي قض مضجعه ما جرى بين مصر ودولة إريتريا من حراك عسكري وأمني هدد ولاية كسلا السودانية والدولة في وقت واحد. وقد سبقت ذلك الحراك– كما هو معلوم- هجمة إعلامية مصرية ضد الرئيس السوداني وشعبه على نحو زاد الطين بلة، ودعا الإعلام في السودان إلى العمل بالمثل وإن كان ذلك أقل حدة وأكثر احتراماً للشخوص الرسمية والدستورية والحقوق الخاصة بالدولة المستقلة. وأشير هنا إلى أن زيارة الرئيس الإريتري إلى القاهرة، ورغم ما ذكرنا، لم تجد في الإعلام السوداني ما وجدته في الإعلام المصري زيارة الرئيس التركي "أردوغان" إلى السودان قبل ذلك، وقد كانت حقاً مشروعاً لدولتين إسلاميتين ذواتا مصالح ومنافع مشتركة. أمس الأول (الاثنين) والرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" يستقبل دورة انتخابية رئاسية جديدة، خاطب مجتمعاً قال أمامه: { مصر لن تحارب أشقاءها (السودان وإثيوبيا) فهي– كما قال- حريصة على الجوار والمصالح المشتركة. { ودعا في الوقت ذاته الإعلام المصري ألا يسيء للرئيس السوداني وشعبه، وينأى بنفسه عما يكدر العلاقات بين البلدين. وما قال الرئيس "السيسي"– وقد تداولته الوسائط الإعلامية والمجتمعية كلها تقريباً– يعدّ خطوة إلى الأمام في السياسة المصرية والعلاقات بين مصر وجوارها والدول التي لها معها مصالح وعلاقات إستراتيجية، كالدولة الإثيوبية التي تعمل جاهدة على إكمال بناء وتأسيس سد النهضة، وهناك لجنة (إثيوبية سودانية مصرية) مشتركة تبحث في ملف السد ونتائجه حسب قوانين المياه الدولية. وحري بالإشارة هنا أن الصحافة السودانية التي صدرت بالأمس (الثلاثاء) لم يخلُ عدد منها من ما قال الرئيسي "السيسي". وفي ذلك ما يقول إن ما ذكر "السيسي" محل تقدير وفأل حسن، وإن كان الوضع على الحدود بين كسلا وإريتريا في حالة استعداد لما قد يتوقع.. والحال في حلايب وشلاتين على ما هو عليه. الخطوة على كل حال قفزة إلى الأمام، غير أن ما يتوقع بعدها كثير للخروج بالوضع بكامله من التوتر وتهديد المصالح والمنافع ومع جمهورية السودان قبل غيرها لأنها الجوار الأكثر ترابطاً مع جمهورية مصر العربية شعباً وتاريخاً. والسؤال الآخر في ذات السياق هو: هل ستأتي زيارة السيد "ديسالين" رئيس الوزراء الإثيوبي إلى مصر يوم غد (الخميس) بالنتائج المرجوة وهي الجار القريب لدولة إريتريا التي شهدت في الفترة الأخيرة تعاوناً مع مصر ربما هدد مصالح الآخرين– جمهورية إثيوبيا والسودان؟ نرجو أن يكون ذلك كذلك، وقد قال الرئيس "السيسي" إن مصر لن تحارب أشقاءها (السودان وإثيوبيا).