هل تحتاج إلى حارس ؟ إن كانت إجابتك (نعم) فأنت شخص غير عادي، فقد تكون رمزا سياسيا، أو مطربا مشهورا يتساقط المعجبون والمعجبات على طريقك، وقد تكون من أصحاب المليارات المقنطرة في البنوك وغيرها، كما قد تكون ممن يملكون عداءات خطيرة .. يمكن أن تتهدد أمنك الشخصي .. وكل شيء وارد في هذه الدنيا ! بعض الناس لا يتحركون إلا بحراسة، كما أن بعض البيوت لا تنام ليلا إلا وحراسة صارمة تحيط بها، وهناك من الشركات الأمنية حاليا .. ما لا نعرف أعدادها، لكننا نثق أنها تحظى بالرواج والإقبال على خدماتها بشكل غير مسبوق . قبل مدة .. طلب مني أحد معارفي مرافقته لمنزله في أحد الأحياء الراقية، وعندما دخلت معه فوجئت بوحش كاسر يزأر في وجهي، وكنت أظنه ليثا من غابات الجنوب ضل طريقه وسكن منزل صاحبي، فإذا ب (الشيء) كلب ضخم، شديد الشراسة .. قام بتوجيه كل عدوانيته تجاهي، ولولا أنه مربوط بسلاسل من نوع الجنازير التي تستعصي على التقطيع .. لكان ذلك التقطيع هو مصيري الحتمي دون أدنى شك ! الرجل قام بزجر كلبه، واعتذر بأن طبيعة الحي الذي يسكنه تتطلب حراسة خاصة، وأن هذا الكلب، بما يحمله من كراهية للغرباء، ومن صوت مرعد .. لا يترك مجالا لأي متسلل ليلي إلى البيت الفخيم الذي تحيطه الحدائق والأشجار الكثيفة . ابتسمت في وجه الرجل .. وأظهرت تماسكا كان عليّ أن أبذل جهدا لكي أحافظ عليه، ورغم أن صاحبنا أكرمني بلطف ضيافته، إلا أن قراري الذي نفذته بصرامة .. كان عدم الذهاب لذلك الشخص في بيته مرة أخرى .. تحت أي ظرف من الظروف !! والحراسة المشددة، والتي أصبحت تشكل حضورا يعرفه العاصميون، سواء على بيوت كبار المسؤولين، أو على مرافق وأماكن محددة، أو حتى على بعض الأشخاص من أصحاب المال والجاه .. امتدت لتشمل أحيانا تلك الكلاب التي تعود في أصولها إلى آباء وأمهات من الذئاب الشرسة، والعاصمة ما زالت تذكر تلك الهجمة الغامضة من الكلاب المستذئبة، والتي نهشت أناسا وأطفالا .. وأثارت رعبا حقيقيا وسط الناس .. لتندحر أخيرا بالإبادة الجماعية لها .. دون أن يعرف أحد حتى الآن من أين جاءت، ومن المسؤول عن جلبها وإطلاقها لتفتك بالآمنين دون رحمة . بالأمس قرأت خبرا عجيبا، وهو أن عناصر من شرطة الضرائب الإيطالية، أصيبوا بالرعب، عندما اكتشفوا أن الشركة الإيطالية التي ذهبوا للتحقق منها تستخدم الأفاعي لحراسة كشوفاتها ! الخبر الذي نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" .. ذكر أن الشرطة عثرت على "بعض الأفاعي العاصرة، والتي يصل طول بعضها إلى 3 أمتار، وعلى ثعبان البوا، وعلى 10 زواحف أخرى، كانت موجودة في أوعية زجاجية وموضوعة على الكشوفات التي يشتبه بأنها مزوّرة". الشرطة تعاملت بحكمة مع الامر، وقامت باستدعاء فرقة من الجوالة وخبير في مجال الأفاعي .. بهدف نقل هذه الكائنات الخطيرة، لتتمكن من الوصول إلى الكشوفات وإنجاز التفتيش . نحمد الله .. أن الحراسة عندنا لم تصل لمرحلة تجنيد الأفاعي .. كي تحرس البيوت والمنشآت وأهل الجاه والنفوذ ! نعمة كبيرة والله !