اللي بيحب حميد…أكيد محجوب شريف بيكون في خاطرو وأكيد بيكون بسيط وتلقائي وغير متضخم ذاتياً وبيكون لما يحب يغني بيطرب لعركي ومصطفى… ولما يحب بتحركو أشجان أغنيات عثمان حسين وأبو داؤود والشفيع ووردي والذري وزول بيخدم أهلو وعشيرتو..وبيلقى نفسو مع صحبانو الزمان… بيحب شاي الصباح مع الأولاد وبيكون معتد ببلدو .. وبحبيتبو.. وأم أولادو… لأنو كل الحاجات دي مربوطة ببعض ….وبتوزن إيقاع شخصية الزول لأنو زي ماقال حميد البيصون حبانو بيتعلم يصون أوطانو والخائن بيخون دون اختشاء *صناجة العاطفة.. لأني خايف أني أبعد..لأني خايف من مسافة.. إلا بس فرقة عيونك ياها دي الغربة البخافها.. (حان الزفاف) ..(باكية الأماسي) ..(أسبوع تمام) و(إنتي وأنا) (غيب وتعال)..(إنتي مامشتاقة ليا)…(كلو عشانك إنته).. وغيرها.. محظوظ الجيل الذي هذبت عاطفته أغنيات هاشم ميرغني ..ووسمته بالصلابة وقوة الارتباط والعاطفة.. فصيرته متزنا .. متوازنا .. ينعم بالسلامة النفسية.. تعيس هو الجيل الذي لم يعاصر أغنيات هاشم ميرغني..ولم يجد الفضائيات تبث سوى أغنيات (البندول) و(الدكتور) و(مسدسات وطبنجات)… (وأحكي ليك عن الغناوي كتير..وكيف بقت الغناوي رسول تمشي من داري شايل الشوق وتحلم بكلام معسول ألمي كلو عشانك انت) (مازمان قبال أسافر قلت لي أوعك تطول أنا دايما في رجاك والمحال غيرك أبدل.. عشت بعدك كلي ذكرى أمسي بي طيفك وأقيل والليلة لو قلبك نساني غير عيونك وين أقبل) *ليل الصب قصيدة (يا ليل الصب متى غده) لشاعرها الأندلسي الحصري القيرواني ورغماً عن إكثاره من كتابة الشعر وتعيشه بمدائح الملكوك زهاء نصف قرن، وكتابته في مختلف أغراض الشعر حتى ترك أربعة دواوين، بالرغم من ذلك كله بقيت قصيدة (ياليل الصب) هي الاسم الثاني لأبي الحسن الحصري، وهي اللفتة السانحة خاصته وشاعرها كان ضريراً من أهل القيروان، انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة، حفظ القرآن بالروايات وتعلَّم العربية على شيوخ عصره. اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألَّف له كتاب المستحسن من الأشعار. وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا على يديه ونشروا أدبه في الأندلس. وقصيدته التى شدت بها صاحبة الصوت القادم من الفراديس الفالتة السيدة فيروز برع في أغلب أبياتها ومنها: يا ليل الصب متى غده؟ أقيام الساعة موعده؟ رقد السمار فأرقه أسف للبين يردده فبكاه النجم ورق له مما يرعاه ويرصده كلف بغزال ذي هيف خوف الواشين يشرده نصبت عيناي له شركاً في النوم فعز تصيده وكفى عجباً أني قنص للسرب سباني أغيده وعارضه الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي الذائع الصيت بقصيدته المطولة (مضناك جفاه مرقده). *الطريق المر طريق الاحتمال المر والنبش بأظافر من لحم ودم في صخر المشوار الفني هو ما ميز أغلب أصحاب التجارب الفنية الحقيقية بالبلاد، وإيمانهم بضرورة أن يتميز أي منهم عن الأخر يقودهم إلى ذلك مقدار ما يملكونه من مواهب فطرية فقط عليها (عرق) و(سهر ليل) حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه .. فكافأهم فنهم بأن خلدهم بأغنيات من نور ونار أضاءت الطريق لمن بعدهم، وأحرقت في ذات الوقت وحشة القبح .. قد تتجاوزهم الآن خشبات المسارح الجماهيرية والعدادات الثقيلة، أو قد يكون طواهم سحاب الموت .. ولكنهم يظلون النسمة الحقيقية التي (لطّفت) أفئدة ماضية وحالية ولاحقة رغم أنف ما يثيره زوبعة (المغنيين الجدد). وفي الجهة الاخرى يبرز رمضان حسن، عبد الحميد يوسف، صالح الضي، خضر بشير، عبد العزيز محمد داؤود، أحمد المصطفى، حسن عطية، العاقب محمد حسن، عبد الدافع عثمان، عثمان حسين وغيرهم أعجز عن سردهم، ولكن لا أعجز عن الإحساس بما وهبوه من عناقيد فنية و لوحات لن يطويها توالي الأيام ولن يطمسها غبار الزمن.