وصلتني هذه الحكاية من رأسها على أن انشرها لكم أسوة بقصص قديمة يقول فيها الراسل «حدثت هذه الرواية في الجريف غرب وفي حلة الشيطة بالذات» حيث كانت القرية تعيش في أمن وتآلف، قل إن يوجد مثلها في سائر القرى، وكان الصبية يمرحون ويلعبون شتى أنواع الألعاب الشعبية، وبما أن هذه الرواية حصلت في العام 1962م حيث لم تصل الكهرباء بعض المنازل، وإن كانت هناك منازل تتمتع بالإنارة، ولكن إنارة الشوارع كان حلماً يراود الجميع، وخلال تلك الشوارع المظلمة ظهر شاب طويل القامة اسمر اللون يقوم على الركوب بقنايات صنع لها قاعدة من الخشب، لك أن تتصور في أزقة مظلمة يظهر لك هذا الشاب فجأة، مما يجعل الرعب يسيطر على أحياء القرية.. وبدأت الروايات تحكى عنه كلٌ بطريقته، فمنهم من يقول أمبارح أنا «شفته شيطان راكب قنايات يطير بيها في الهواء»، وآخر يقول لا أنه جمل له سيقان بني آدم.. وكثرت الروايات مما جعل أهل الحي يفكرون في عمل كمين لهذه المصيبة التي حلت بالحي.. بعد أن أثار هذا الشاب الرعب وكم طارد رجالاً ونساء خاصة أولئك الشباب الذين يجلسون في تسامر غير برئ في جهة المقابر، حيث يظهر لهم من داخل المقابر مما يجعل سامرهم ينفض.. المهم المواقف كثيرة، وقد أفلح أهل الحي المجاور للجنائن قاموا بعمل مطاردة ضيفة للقبض عليه، ولكنه كان سريع الحركة فدخل إلى منطقة الجنائن ولم يعثر له على أثر، ويقال إنه استبدل ملابسه التي كانت عليه وصار يبحث مع الجميع دون أن يعرفه أحد، ويقال إنه ترك الحلة بعد هذه ا لمطاردة والتي ربما كانت تؤدي إلى موته، ولم يعرف له خبر بعد ذلك، ويقال إنه غادر البلاد ولا أعرف إن كان حياً أو ميتاً ولكن قصته مازالت يتذكرها أهل الحي وكما أسلفت هي الشيطة. الصادق الياسين حمزة/ الجريف غرب من المحرر: لا أدري هل مازالت الحواري والحلة والسوق تتناورها بعض الحكاوي تلك التي لا نعرف إلى أي أبواب التصنيف تنسب، حيث تتداخل فيها بعض الدلالات إن كان (الجان أبو قنايات) هازلاً أم جاداً.. ثم هل كانت نيته خيرة أم شريرة، لا أدري ماذا أراد الأستاذ الصادق أن يقول بقصة هذا الشاب.. على العموم هي قصة يقول عليها إنها حقيقية لأن (الصادق) يقول إن أهل الحي يمكن أن يروي أكثر عن ذلك الشاب أبو قنايات. مع محبتي للجميع سياج - آخر لحظة [email protected]