بدأ أمس الإثنين وزير الخارجية الصيني وانغ يي جولة أفريقية تتضمن زيارة رسمية لكل من إثيوبيا وجيبوتي وغانا والسنغال، الزيارة الأولى لوزير الخارجية الصيني منذ تشكيل الحكومة الجديدة تأتي في إطار تقليد صيني منذ عقدين من الزمان أن تكون الوجهة الأولى لوزير الخارجية في العام الجديد هي أفريقيا، وهو ما يؤشر إلى تنامي العلاقات الصينية- الأفريقية والتعاون في المجالات المختلفة الصين ترى في هذه الزيارة التي توزعت بين شرق أفريقيا وغربها مناسبة جيدة مع العام الجديد لتعزيز الصداقة والثقة والتعاون المتبادل بينها وبين تلك الدول كما ستعزز صداقة التعاون الصينية الأفريقية بحسب الناطق بلسان الخارجية الصينية والمراقب للعلاقات الصينية الافريقية يلاحظ أنها تمضي بوتائر متصاعدة نحو التعاون والشراكة التنموية والاقتصادية بين الطرفين غض النظر عن العقبات التي تعترض هذا التقارب الصيني الأفريقي من قبل الدول الغربية التي تتخوف من التغلل الصيني في القارة الأفريقية التي تتاقسمها الدول الغربية في النفوذ التاريخي على القارة، وبالتالي ترى في التغلل الصيني السلس في أدغال أفريقيا تهديدا لمصالحها. الصين ماضية في تعميق علاقاتها بالقارة الأفريقية ففي منتصف ديسمبر الماضي كشف وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن الأولويات الدبلوماسية للصين في العام 2014، مشيرا إلى أن الصين ستوسع تعاونها مع أفريقيا وستنفذ تعاهداتها بتقديم مساعدات وستدفع من أجل تحقيق اختراقات جديدة في العلاقات التجارية والاقتصادية مع أفريقيا. رغم التزامها بعدم التدخل في الشؤون السياسية لدول القارة الأفريقية والانكباب على إنجاز المشاريع التنموية والاستثمارية إلى أن الصين ساهمت من خلال دعم عمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية والمبادرات السلمية لحل النزاعات في القارة في إيجاد حالة من الاستقرار السياسي والأمني في أفريقيا، كما أن الصين أرسلت أساطيل بحرية في مهام حراسة إلى خليج عدن والمياه قبالة الصومال حسبما قال دينغ يي بينغ، نائب قائد في القوات البحرية الصينية، والذي وذكر أن في السنوات الخمس الماضية، أرسلت الصين 16 أسطولا مؤلفة من 42 سفينة حربية إلى خليج عدن والمياه قبالة الصومال، رافقت 5465 سفينة وأنقذت 42 سفينة هوجمت من قبل القراصنة. تشير الكثير من وسائل الدولية إلى الدور الذي يمكن للصين القيام به في أحدث نزاع تشهده القارة الأفريقية، وهو ما يدور في جنوب السودان ولعل زيارة وزير الخارجية الراهنة إلى أثيوبيا مقر التفاوض بين أطراف الصراع في جنوب السودان تشير إلى ما يمكن للصين القيام به خصوصا وأن للصين علاقات جيدة مع جوبا، كما أن لديها مصالح مباشرة من خلال الاستثمارات الضخمة في مجال استخراج النفط في جنوب السودان. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي