شقاوتكم شقاوة.. يقول بعض علماء النفس ورصفاؤهم من علماء الاجتماع إن أصل الضحكة.. هو رمز للانتصار وزوال الخوف.. وبرروا ذلك بضحك المنتصر.. لاحظناها كتيرا في أفلام الكاوبوي يقتل الزول ويقرقر وينفخ مسدسو ويدخلو في جرابو.. كما قال آخرون إن الضحك عدائي ودللوا بتكشيرة الشمبنازي بما يشبه الضحك في حالة الخصومات وضم أسنانو بما يشبه البسمة في حالات الخضوع والاستسلام، واعتبروا البسمة خضوعا واستسلاما.. نظرا لما أدخلته علي نكتة الطلق ومسخت علي العيد والتي فُرضت عليّ أيام العيد من قبل الفضائيات.. وكدت أحسب أنها أصبحت جزءا من المعايدة للأمة: "العيد مبارك عليك السنة الجاية زي ما عاوز.. أها عاين جاي النحكي لك نكتة الطلق.. قالوا.. في واحد..". حدثتني نفسي بأن اقوم بدراسة مغسة علي هذه النكتة" العلة".. يقول فرويد في معرض تحليله للنكتة بوجه عام إنها تنبع من اللاشعور.. من الغرائز البدائية "الجنس والعدوان".. ويضيف فرويد إن النكتة في تركيبها البنائي تشبه الأحلام.. حيث ظهور رموز وصور تختفي خلفها المقاصد الأساسية من النكتة أو من الحلم.. ولو استطعنا أن نحل رموز الحلم لوصلنا واخترقنا اللا شعور وغصنا فيه ووجدنا ما المقصود من الحلم وكذلك النكتة.. ويردف فرويد "الله يجازيهو".. أن هناك طاقة زائدة من الغرائز البدائية ويتم تفريغها عن طريق الضحك.. بدلا من توجيهها ناحية العدوان والجنس.. وقال إن الاستمتاع والضحك للنكتة يعتمد علي الشخص.. لو أن شخصا "الأنا العليا" عنده تسيطر على "الأنا".. في صراعها مع "الهو".. يصبح الشخص تحت ضغط الكبت والتزمّت.. أها زي دا ما حيضحك.. مش إن حكيت ليهو نكتة.. إن شنقلتو علي قفاهو وقعدت تكلكل فيهو.. وما تتعب نفسك معاهو وما تحرج نفسك.. طوالي حيقول ليك انت زول فارغ وممكن يخاصمك ليوم القيامة.. هذه المقدمة المصيوطة والمجيوطة عشان ندخل في موضوعنا نكتة "الطِلق".. تقول النكتة: "جماعة ولدهم ممتحن شهادة جاب 56%.. فرحانين كرموا ليهو.. وقعدوا يضربوا رصاص احتفالا.. جارهم سأل من الحاصل شنو؟ حكوا ليهو ناس بيتهم إنو ود فلان جاب 56% وعشان كدا بضربوا رصاص.. قال ليهم حسي الستة وخمسين طلقة دي ما في ولا واحدة ناشتو؟". نجد أن محور النكتة الأرقام 56.. والتلاعب بمفهومها كنسبة وكعدد للرصاصات.. ونحس نظرة عدائية ضد الطالب المسكين الجاب 56 دا.. وانو يستحق ينضرب رصاص.. لأن النسبة سجمانة وما بتستحق الهيصة دي.. كذلك نشتّمُ رائحة تفوّق وانتصار من حاكي النكتة لأنه لو كان من أصحاب ال50 إلى 59 لما حكى النكتة وأخذ يضحك.. أو يكون قد كان من هؤلاء وريحتو النكتة في حنانو وقعد يضحك على ماضيه وانتصار حاضره عليه.. وأيضا تهكم وعداء مستتر موجه للاسرة.. والتي طالما فرحت بهذه النسبة سوف تبذل قصارى جهدها.. وتدخل أبو 56 كلية الطب "قبول خاص، بي قرووووووشو يحمد سيدو".. ويتخرج دكتور.. ويتخصص في إطلاق رصاصة الرحمة على مرضاه..!!!! الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي