في غضون شهر تقريبا استقبل وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره في جنوب السودان بارنابا بنجامين ورئيس لجنة الشؤون الخارجية للمعارضة المسلحة بجنوب السودان ديو مطلوك، وأسمع الرجلين نفس اللحن بأن بلاده مع الحل السلمي لأزمة جنوب السودان وحثهما على الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار. وأكدت الصين بحسب المتحدثة باسم الخارجية موقفها العادل والموضوعي، داعية كلا الطرفين إلى تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار والتسوية السلمية للخلافات. وأضافت هوا إن الصين تدعم مجموعة دول (إيقاد) في أداء دور مهم في الوساطة والحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب السودان والمنطقة. واللافت أن المعارضة الجنوبية التي كانت تتهم الصين بدعم نظام جوبا بعثت بوفدها الرفيع إلى بكين للتحضير لزيارة مرتقبة لزعيم المعارضة رياك مشار إلى الصين بدعوة من الحكومة الصينية، وفد مقدمة مشار بمجرد أن هبط بكين تجاوز كل خلافات الماضي وتحولت اللغة النارية الهجومية إلى غزل صريح عندما أشاد مطوك بموقف الصين وشكرها على مساهمتها العظيمة في دعم السلام والتنمية، مضيفا أن المعارضة في جنوب السودان ترغب في حل الأزمة الراهنة عن طريق المحادثات السلمية. لا شك الصين مهتمة جدا بتطورات الأزمة في جنوب السودان، كيف لا وهي أكبر مستثمر في صناعة النفط بالجنوب، ومن أجل الحفاظ على مصالحها في هذا البلد المضطرب تتبع الصين سياسة جمع الفرقاء والسعي على صراط الحياد ما استطاعت إلى ذلك سيبلا، كما أنها لا تتردد في التدخل على الأرض لحماية مصالحها، حيث أعلنت قبل أيام أنها ستبدأ عملية نقل 800 جندي من قوات المشاة الصينية إلى جنوب السودان لحماية حقول النفط والعمال الصينيين والآليات التي تعمل فيها. ويرى الخبراء أن هذه المشاركة الصينية هي الأكبر من نوعها في تاريخ مشاركة الصين في مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حول العالم، وتشارك الصين حاليا بثلاثمائة عنصر في البعثة الأممية بجنوب السودان أغلبهم مهندسون يستقرون في ولايات غرب بحر الغزال وواراب والبحيرات. ويرى مراقبون أن الاهتمام الصيني بملف الأزمة في جنوب السودان يبدو منطقيا بالنظر إلى الاستثمارات الضخمة للصين في هذا البلد، حيث تشير تقارير إعلامية إلى أن أكثر من 80% من صادرات النفط في جنوب السودان وجهتها النهائية الصين ما يشكل 5% من استيرادات هذا البلد النفطية، وتملك شركة (أس أن بي أس) النفطية الصينية 40% من الاستثمارات النفطية في جنوب السودان، وهي الشركة المسؤولة عن الأنبوب النفطي الذي يبلغ طوله 1600 كم ويصل بالنفط من جنوب السودان إلى الميناء على البحر الأحمر عبر السودان. محمود الدنعو العالم الآن - صحيفة اليوم التالي
