توفى فلسطينيان، فجر يوم الأحد، متأثرين بجراح أصيبا بها جراء الغارات الإسرائيلية المتتالية على قطاع غزة منذ يوم الاثنين الماضي. وبوفاة الفلسطينيان، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، مساء الاثنين الماضي، إلى 159 قتيلا، ويرتفع عدد الجرحى إلى 1070 آخرين، حتى الساعة 01:30 ت.غ من اليوم الأحد. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، الطبيب أشرف القدرة، في تصريح لوكالة "الأناضول" إن "فلسطينيين اثنين توفيا فجر اليوم متأثران بجراح أصيبا بها في قصف إسرائيلي استهدف في وقت سابق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة". وفي وقت سابق من فجر اليوم، قُتل فلسطينيان وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في رفح جنوبي القطاع". وقبل دقائق من هذا الهجوم، قال القدرة للأناضول إن "الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة بحق عائلة البطش حيث قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية منزلها في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة؛ ما أدى إلى مقتل 18 فلسطيني، وإصابة 50 آخرين بجروح ما بين الخطيرة والمتوسطة معظمهم من الأطفال والنساء". وانتشلت طواقم الإسعاف جثامين القتلى من تحت أنقاض منزل عائلة البطش "أشلاء"، حسب شهود عيان وصفوا ما حدث ب"المجزرة". ووصل معظم الجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي (مستشفى حكومي) في مدينة غزة، مبتوري الأطراف وبحالات إصابة حرجة للغاية. يأتي ذلك فيما قال الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، إنه قصف 1220 هدفا في قطاع غزة منذ بدء عمليته العسكرية الواسعة ضد القطاع التي بدأها يوم الاثنين الماضي، وأطلق عليها اسم "الجرف الصامد". وأشار إلى أن الأهداف شملت ما يزيد عن 632 منصة لإطلاق الصواريخ و130 مركزا عسكريا و97 مسؤولاً، و220 هجوما على أنفاق في قطاع غزة، دون أن يوضح ماهية الأهداف المتبقية. وردا على الغارات الإسرائيلية، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، أنها قصفت مدن إسرائيلية يوم السبت ب102 قذيفة صاروخية، ليرتفع عدد الصواريخ التي أطلقتها منذ يوم الاثنين الماضي إلى 673 صاروخا. بينما أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى عن قصفها لإسرائيل بقرابة 500 قذيفة صاروخية منذ يوم الإثنين الماضي. فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة قبل 6 أيام سقط 783 صاروخا على إسرائيل إضافة إلى 143 صاروخا تم اعتراضها من قبل منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ. وفي آخر التطورات، انسحبت قوة إسرائيلية خاصة تابعة لسلاح البحرية حاولت، فجر اليوم الأحد، التسلل إلى شواطئ شمالي قطاع غزة؛ وذلك إثر اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين وحدة خاصة من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس". وفي تطور آخر، أعلنت كتائب القسام الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي (17:00 ت.غ) أنها ستوجه ضربة عسكرية صاروخية لمدينة تل أبيب وضواحيها الجنوبية (وسط إسرائيل) بعد الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي (18:00 ت.غ). ونفذت الكتائب تهديدها بالفعل حيث أطلقت 10 صواريخ من نوع "J80" على تل أبيب قرابة الساعة 18:10 ت.غ. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام عن عملية مسبقة لإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، وبحسب مراقبين، فهي تهدف إلى بث حالة من القلق والفزع في صفوف الإسرائيليين، وتأتي في سياق الحرب النفسية ببين الجانبين. وفي السياق، شنت طائرات حربية وزوارق بحرية ومدفعية إسرائيلية أكثر من 60 قصفا على أنحاء متفرقة في غزة منذ فجر الأحد. كذلك، أسقط مسلحون فلسطينيون، مساء السبت، طائرة إسرائيلية بدون طيار كانت تحلق فوق أجواء غربي مدينة غزة، حسب مصدر أمني فلسطيني. وقال مصدر أمني فلسطيني لمراسل الأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن مسلحين من كتائب القسام تمكنوا من إسقاط طائرة إسرائيلية بدون طيار باستخدام قذيفة مضادة للطائرات. وأوضح المصدر أن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على الطائرة التي سقطت في حي الرمال الجنوبي غربي مدينة غزة. كما أعلنت كتائب القسام، مساء السبت، أنها استهدفت دبابة ومركبة عسكرية إسرائيليتين على حدود قطاع غزة. فيما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن "جيب عسكري إسرائيلي تعرض لإطلاق نار من غزة أثناء قيامه بعملية فحص للسياج الأمني الفاصل بين إسرائيل وغزة"، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية. وأضافت المصادر، التي لم يسمها الموقع، أن "الجيب أصيب بأضرار (لم تحددها) جراء إطلاق النار عليه، ودون وقوع إصابات بشرية". وعلى الصعيد الدولي، أعرب مجلس الأمن الدولي، مساء يوم السبت، عن القلق العميق إزاء الأزمة الحالية في قطاع غزة، داعيا إلى إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع العام 2012. وفيما يتعلق بمباحثات التهدئة، قال بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، في تصريحات للأناضول إن القاهرة تسعى بالتعاون مع أطراف دولية إلى وضع نهاية للأوضاع المشتعلة بين غزة وإسرائيل، عبر التوصل إلى اتفاق يلزم إسرائيل والفصائل الفلسطينية باحترام اتفاقية الهدنة الموقعة بينهما عام 2012. من جهته، نفى الناطق باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، "وجود أي حديث عن إبرام تهدئة مع إسرائيل في هذا الوقت". وقال برهوم، في تصريحات ل "الأناضول": "ليس هناك أي تدخلات فعلية ترتقي لدماء الشهداء من أجل الحديث عن تهدئة مع إسرائيل". وأضاف: "أننا اليوم أمام حرب تستخدم فيها إسرائيل كافة أدوات القتال المحرمة دولية على الشعب الفلسطيني". من ناحيته، قال وزير فلسطيني، يوم الأحد، إن 390 وحدة سكنية في قطاع غزة تعرضت للتدمير بشكل كلي، منذ يوم الاثنين الماضي، جراء القصف الإسرائيلي. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الفلسطينية، مفيد الحساينة، إن "نحو 390 منزلا في قطاع غزة دمرت بشكل كامل، 10500 بشكل جزئي بحيث لم تعد صالحة للسكن، بعد تعرضها للقصف الإسرائيلي، منذ بداية العدوان على غزة الاثنين الماضي وحتى نهاية يوم أمس السبت". وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن إطلاق الصواريخ من غزة ألحق أضرارا ب43 منزلا، قالت مصادر إسرائيلية إن تلك الصواريخ أصابت 132 إسرائيليا، معظمهم بحالة "هلع"، إضافة إلى جنديين بجروح.