رحبت السعودية بتوطيد العلاقات بين مصر وقطر، وأكدت حرصها على فتح صفحة جديدة بين البلدين الشقيقين، ويأتي ذلك بعد استجابة مصر وقطر لمبادرة أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقد رحبت قطر بمبادرة الملك عبدالله لتوطيد علاقاتها مع مصر، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب مصر وأمنها. وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد التقى، اليوم، رئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري، ومبعوث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتفعيل مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصالحة بين البلدين. وقال رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، تركي السديري، في مداخلة مع "العربية"، إن "هناك اتجاهاً مشتركاً نحو التعاون والتفاهم والوصول بين هذه الدول لحالة مثالية السلوك مقارنة بالدول العربية الأخرى". وأضاف "العالم العربي متورط في كثير من المشاكل عكس السعودية التي اتخذت موقفاً مشرفاً وحازماً وجاداً بشأن مصر ومساعدتها على الخروج من أي أزمات". وقال إن الخلافات بين مصر وقطر انتهت في مؤتمر الرياض، وأيضاً في مؤتمر الدوحة الأخير. وأضاف أيضاً أن "بين مصر وقطر مر الكثير من الأزمات، وما كان يجب أن تكون، لكن القيادة الجديدة في قطر عدلت الكثير من المسائل التي من شأنها أن توفر التفاهم الخليجي الذي لم يكن متكاملاً من قبل". محمد آل الشيخ: نجاح سعودي مميز فيما قال الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، إن ما حدث نجاح سعودي مميز، وينم عن حكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قيادة هذه المصالحة، وفقاً لما قاله في مداخلة مع قناة "العربية". وقال "إن الخلافات طويت فعلاً، وهذا نجاح سعودي مميز في لمّ الشمل، كنا نظن أن الخلافات المصرية القطرية معقدة، وتحتاج إلى سنوات حتى جاء الإعلان عن هذه المصالحة التي حولت هذه الخلافات من الجغرافيا إلى التاريخ". وأضاف "حسب علمي أن خادم الحرمين الشريفين رعى شخصياً هذه المصالحة، وألقى بثقله لإنجاحها وأدار ملفها بنفسه وعبر الديوان الملكي". وقال أيضاً إن كلا الطرفين، قطر ومصر، رحبا بالمبادرة تقديراً لمكانة الملك الخاصة". وأضاف "أعتقد أن الخلاف إعلامي، وهناك حملات من كلا الجانبين هي ما زادت الموقف تعقيداً وكرست المشاكل بين البلدين". وقال إن الجهود السعودية نجحت في المصالحة، وما كان قائماً من خلاف في السابق انتهى أو في طريقه للانتهاء، مبيناً أن هناك اتفاقيات تفصيلية على بعض النقاط سيتم الالتزام بها من الطرفين، فما كل ما اتفق عليه ذكر في البيان الذي تحدث عن المصالحة وقبولها من الطرفين، وإن القضية انتهت". وقال رغم أن القضية معقدة وشائكة، "فإن الدبلوماسية السعودية استطاعت أن تأخذها إلى بر الأمان". مصر ترحب وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، قد استقبل اليوم في القاهرة رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين ومبعوثه في هذه المهمة خالد بن عبدالعزيز التويجري، والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري مبعوث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لهذه المهمة. وتناول اللقاء سبل تفعيل المبادرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، خلال مؤتمر الرياض الذي دعا إليه خادم الحرمين، وما تم التأكيد عليه في القرارات الصادرة عن المؤتمر بشأن التزام جميع دول مجلس التعاون الخليجي بسياسة المجلس لدعم جمهورية مصر العربية، والإسهام في أمنها واستقرارها، فضلاً عن دعم التوافق بين الأشقاء العرب، خاصة بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر. وقد رحب الرئيس المصري بالضيفين الكريمين، مثمناً الجهود الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الرامية إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام، في إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وتتطلع مصر إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي، فدقة المرحلة الراهنة تقتضي تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا العربية. وأعرب الرئيس عن اتفاقه التام مع خادم الحرمين الشريفين فى مناشدته كافة المفكرين والإعلاميين بالتجاوب مع المبادرة ودعمها من أجل المضىّ قدماً فى تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه خاص والعلاقات العربية بوجه عام. العربية