في أكتوبر الماضي، فاز الأمريكي، بوب ديلان، بجائزة نوبل للآداب، وقالت الأكاديمية في حيثيات قرارها إنها كافأته لأنه «أحدث في إطار التقليد الموسيقي الأمريكي الواسع، أنماطًا جديدة للتعبير الشعرية»، ولكن تلك الكلمات لم تمنع المُعترضين على فوزه أن يبدوا بأرائهم، لأنهم كانوا يتوقعون فوز كاتب مثل، الأمريكي، فيليبو روث. ومؤخرًا، قالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، إن المغني الأمريكي بوب ديلان، تسلم أخيرًا جائزة نوبل للآداب يوم السبت، في مناسبة خاصة في ستوكهولم بالسويد، بعد خمسة أشهر من إعلان الأكاديمية فوزه، وبعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر من حفل الأكاديمية الرسمي الذي لم يحضره «ديلان» بسبب «التزامات مسبقة ستمنعه»، حسبما أعلن وقتها، وحضرت باتي سميث بدلًا عنه. ربمّا تبدو الصلة بين «ديلان» وجمهور الشرق الأوسط، فقط أخباره التى تصلهُم من حين لآخر، كلمات أغنياته التى يحبونها، ولكن «ديلان» اختار أن يربطُه بالشرق الأوسط، صلة وثيقة أخرى، وهي حبُه لكوكب الشرق، أم كلثوم، حيث قال عنها في حوار قديم معه يعود إلى العام 1978 في موقع interferenza: «أحُب مطربة من الشرق الأوسط كثيرًا، اسمها أم كلثوم»، وعندّما سألهُ المحرر عن سبب حُبه لتلك المطربة، قال: «أحببتُ قلبها». وأضاف: «أم كلثوم .. هي مطربة مصرية عظيمة استمعت إليها أول مرة أثناء زيارتي إلى القدس، وأعتقد أنها الأشهر في الشرق الأوسط، وقد كانت تغني مع والدها في الابتهالات الدينية، ثم سمح لها بالغناء باستخدام الطبلة، ومن ثم استعملت الكمان، هي ميتة الآن، ولكنها فنانة عظيمة.. حقاً عظيمة». نتيجة بحث الصور عن أم كلثوم لم تكُن مقولة «ديلان» تحتمل الخطأ والصواب، ففي عموده بمجلة Monthly، ذكر المؤلف الغنائي Robert Froster، قصة تعود إلى عام 1969، عن المطربة اليونانية، Nana Mouskouri، والتى التقاها بوب ديلان في حفل، وسألها عن مطربها المفضل، فقالت «أم كلثوم»، وحينها صُعق ديلان، حسب رواية المؤلف، لأنه كان عاشقًا أيضًا لأم كلثوم. ومؤخرًا، انتشر تسجيل صوتي لديلان على موقع sound cloud، يقول خلاله: «بعد الموت لا يتذكرك أحد، ولكن يتذكروا واحدة من أهم المطربات في التاريخ، المغنية المصرية، أم كلثوم، مازال العرب يعتبرونها الأهم والأفضل في تاريخ الغناء الشرقي، خرجت جنازتها من مسجد عُمر مكرم بوسط القاهرة، حضرها قُرابة 4 ملايين، فيما زحف خلف النعش الكثيرون، لنسمع ونرى».
