من الذي يقول إن تلفزيون السودان قليل الإمكانات؟ .. تلفزيون السودان صاحب أفضل استوديوهات وهو ليس مثل القنوات الأخرى باستوديو واحد…وصاحب أفضل أجهزة وتقنيات .. وصاحب أكبر إمكانات مادية.. تدخله شهريا مليارات من وزارة المالية.. ولا يقارن بالفضائيات الأخرى التي تعتمد حتى في مرتبات عامليها على الإعلانات.. إضافة لمكتبة ضخمة تحوي كل التراث السوداني والفن السوداني الأصيل من كل أنحاء السودان وأروع الأغاني وأجملها.. وفيه من المبدعين عدد ضخم وكبير ومؤسس على القواعد الإبداعية الحقيقية.. لكن تديره مفاهيم تجاوزها الزمن.. وعندما تسأل من يدير تلفزيون السودان سيأتيك الرد بأن من يديره هم فلان وعلان.. والحقيقة أن هؤلاء لا يديرونه.. بل تديره مفاهيم بالية ومن يجلسون على المناصب لا يفعلون أكثر من تفعيل تلك المفاهيم وتكرارها رغم قدرتهم على إحداث الجديد وصنع الإبداع.. تلفزيون السودان منذ بدايات الإنقاذ الأولى تظن إداراته أن كل ما عليها هو الإشادة بالحكومة وعدم تناول أي أخطاء وعدم الاهتمام بما يمثل نبض المواطن السوداني وقضاياه.. ناسية أن التلفزيون يمضي من مال الشعب.. ولا يجد هذا الشعب حقه من تناول قضاياه ففي الوقت الذي تملأ فيه الكوليرا المستشفيات يعجز التلفزيون عن إخراج كاميرا واحدة للنظر للموقف من موقع الحدث.. فلا مريض تحدث ولا اختصاصي قال شيئا إن كانت كوليرا أم هي هذه المائيات أو البرمائيات.. إلا إذا كان الشخص يعرفون انتماءه للمؤتمر وسيلتزم بالتعتيم الحكومي .. ولعلم الكل فإن المفاهيم التي تدير تلفزيون السودان قد تجاوزها الزمن.. وليس صحيحا أن الحكومة تريد ما يفعله الآن هذا الجهاز الخطير.. .وليس صحيحا أن المدير عندما يتيح الفرصة للعاملين بأن يبدعوا ويبحثوا عن الجمال ويربطوا التلفزيون بقضايا الجماهير ومعاناة شعبهم ستقوم الحكومة بإعفائه من منصبه.. لم يكن محمد حاتم مبدعا ولا علاقة له بفن التلفزيون وكذلك الطيب مصطفى -وهذا الأخير كانت له عدة إيجابيات- فلماذا إذن نتمسك بمفاهيمهم? .. تلفزيون السودان صاحب الإمكانات الأكبر.. والمبدعون فيه هم الأفضل.. وإن عانى قليلا في الفصل الثاني فهذا بسبب قلة المشاهدة وبالتالي قلة الإعلانات التي يجب أن توفر الفصل الثاني للعاملين وليس مال الشعب السوداني.. تلفزيون السودان تحتاج لإدارات تتجاوز مفاهيم الماضي .. إدارات تفتح الباب لعقول وإبداعات العاملين المبدعين الذين يزخر بهم هذا الحوش.. وقبل أن نقول إن المدير هو فلان أو علان قل لي ماذا فعل ليغير من ملامح ما قدمه سلفه.. إذا لم يقدم شيئا فإن مفاهيم سلفه هي التي تدير هذه المؤسسة. بقلم
