(1) وقف الرجل …(بجلباب أبيض …وعمة مطرزة حوافيها… ومركوب من جلد النمر الأصلي)…يخطب في جماعة من الناس ..يتحدث بلغة مفخخة.. وعبارات فضفاضة. تتخللها بعض الكلمات الإنجليزية المنقحة. الرجل كان يتحدث عن الطريق الثالث والخطة( ب) …هكذا دائماً قيادات حارتنا يتحدثون عن (بدائل). اقتربت من الرجل ..قلت له هامسا دون أن ألفت انتباه المنصة التي يتحدث عليها …(هل أنت حزب أمة؟). اكتفيت بهذا القدر ..ثم خرجت. (2) كتب مقاله الصحفي. اختار عباراته بعناية فائقة. مع ذلك ..لم ترد في كتابته تلك ..(جملة مفيدة واحدة). فضل أن يحتجب لظروف فنية ..(رب احتجاب أفضل من كتابة). تحصلت على رقم هاتفه الخاص …ثم سألته هاتفياً : (هل أنت حزب أمة؟). (3) شخصية غير مفهومة. يتحدث في أمور غير مفهومة. يختفي ..ثم يعود بظهور مكثف. تفتح التلفزيون القومي تجده يتحدث في النشرة الإخبارية. تفتح قناة النيل الأزرق ..تجده يتحدث في أحد البرامج عن القدس. تفتح قناة الشروق ..تجده يحلل في قضية اقتصادية شائكة. تفتح قناة الملاعب تجده في استديو رياضي. تفتح قناة أم درمان ..تجده يتحدث عن حقيبة الفن. تفتح تلفزيون ولاية الخرطوم ..تجده في تصريح مقتضب. في كل الصحف ..توجد صوره بشكل يومي. سألت صديقي عنه : (هل هذا الشخص حزب أمة؟). (4) كتب مذكراته. كان فيها الكثير من البطولات ..وقصص النضال الخيالية. دشن مذكراته في حفل ضخم. غير أني …مع زحمة جدوله .. وانشغاله بتصريف جدول الاحتفال ..اقتربت منه ..سألته بوضوح : (هل أنت حزب أمة؟). (5) عارض الحكومة في البدء. ثم شارك فيها…حتى صار عرابها. ثم خرج ..فعارض. عاد فشارك. عارض. وشارك مرة أخرى. كتبت في رسالة هاتفية (sms)…(هل هذا الرجل حزب أمة؟). (6) رسم (دجاجة). ثم وضعها في ضهرية العربة. وجدت نفسي تلقائياً ..أسأل : (هل هو حزب أمة؟). (7) مباراة سخنة. مباراة مفصلية ..وبطولية بين فريقين في كرة القدم. أضاع مهاجمو الفريقين مجموعة من الفرص. كل فريق كان يترقب (هدفاً) يحسم به البطولة. انتظرت الجماهير كثيراً. حتى صفّر الحكم في آخر ثانية من المباراة معلناً عن (ضربة جزاء) لأحد الفريقين. تقدم لاعب من الفريق لتنفيذ ضربة الجزاء. هتفت الجماهير باسم اللاعب. تقدم اللاعب أكثر. نفذ الضربة… أضاعها ..بعد أن سدد الكرة في (الكشافات). سألت مشجعاً متصعباً لهذا الفريق الذي أضاع لاعبه (ضربة جزاء) في آخر ثانية من المباراة .. (هل هذا اللاعب حزب أمة؟). (8) حادث حركة عنيف. هايس فيها 16 راكباً. مات كل ركابها ..بما في ذلك السائق والكمساري. خرج من أنقاض الهايس ..(شخص) واحد. سألت بعد حين …(هل ذلك الشخص الناجي من الحادث حزب أمة؟). محمد عبدالماجد – صحيفة الانتباهه.