دعت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الولاياتالمتحدة إلى عدم التفرد بعملية السلام الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية، وأن تكون الوساطة الدولية متعددة الأطراف، بينما انعقد اجتماع طارئ للمانحين الدوليين لفلسطين من أجل تخصيص مساعدات إضافية تعوض تراجع المساهمات المالية الأميركية. فقد قالت موغيريني في اجتماع طارئ للدول المانحة لفلسطين اليوم الأربعاء في بروكسل إن أي إطار للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يكون متعدد الأطراف، وأن يضم كل الفاعلين والشركاء. وأضافت أن مسارا تفاوضيا يستبعد طرفا أو آخر لن يتقدم، وأنه “لا شيء من دون الولاياتالمتحدة، ولا شيء مع الولاياتالمتحدة بمفردها”، مؤكدة أن المهم هو الحفاظ على الأفق السياسي لحل الدولتين. ويطابق الموقف الأوروبي تقريبا موقف السلطة الفلسطينية بأن لا تكون واشنطن مستقبَلا الوسيط الوحيد في عملية التسوية، بعد قرار الرئيس دونالد ترمب اعتبار القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل. وقد التقت موغيريني رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الذي قال إن هناك حاجة ماسة إلى حشد الدعم الدولي لإحياء عملية السلام المتوقفة على أساس احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال. وفي رام الله، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أن رعاية العملية السياسية يجب أن تكون متعددة، بحيث تضم الرباعية وعددا من الدول العربية والأوروبية، معتبرا أن العملية السياسية تمر حاليا بمأزق شديد. من جهته، قال غابرييل إن القرار الأميركي بشأن القدس جاء خارج مفاوضات السلام، وإن وضع القدس يجب أن يتم التفاوض عليه بين الطرفين ولا يتم فرضه من قبل أي طرف خارجي، مؤكدا أن هذا ليس موقف ألمانيا فقط، بل موقف جميع دول الاتحاد الأوروبي. اجتماع المانحين وفي الاجتماع الطارئ للمانحين ببروكسل، أعلنت موغيريني عن دفعة جديدة من المساعدات للفلسطينيين بقيمة 52 مليون دولار. وستخصص هذه الأموال لدعم قطاع الأعمال الفلسطيني ومشروعات الطاقة والمياه. وجاء الإعلان عن المساعدات الأوروبية الجديدة خلال الاجتماع الطارئ الذي تطرق أيضا إلى دعم حل الدولتين عن طريق التفاوض، وخطوات السلطة الفلسطينية لمواجهة القرار الأميركي بشأن القدس، وأبرزها طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة. وشددت المسؤولة الأوروبية في نفس الوقت على أهمية استمرار دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في ضوء إعلان واشنطن تقليص مساهمتها في ميزانية الوكالة. وكان المفوض العام للأونروا بيير كرينبول أكد أن 11 دولة وافقت على تقديم موعد مساهماتها السنوية للمساعدة على سد عجز كبير في ميزانيتها بسبب تقليص إدارة ترمب تمويلها للوكالة. وأفاد مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان بأن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عبر عن ارتياحه عقب اجتماع بروكسل، ونقل عنه قوله إن هناك التزاما دوليا بمساعدة الشعب الفلسطيني ومؤسسات دولته، وإن المجموعة الدولية تدعم الشعب الفلسطيني. كما نقل عن وزيرة خارجية النرويج -التي رأست الاجتماع- قولها إن ما تحقق اليوم خطوة على الطريق الصحيح لإشعار الفلسطينيين بأن المجموعة الإنسانية تشعر بأن وضعهم في تدهور. وأضاف المراسل أن المساعدات المالية للفلسطينيين مرشحة للزيادة، حيث سيُعقد اجتماع بهذا الشأن في مارس/آذار وآخر في سبتمبر/أيلول من العام الجاري، مشيرا إلى أن الأوروبيين ردوا على الخطوات الأميركية إزاء القضية الفلسطينية بتكريس الخيار السياسي، على أن يأتي الخيار التنموي لاحقا.