مقال يقدم تحليل استراتيجي استباقي يشخص بيئة اتخاذ قرار في خضم المعركة لماذا يتزايد الضغط الشعبي الذي حدا لظهور قرار سحب الجيش السوداني من اليمن : اولا اؤكد لكم بالمنظور العسكري ان الجيش السوداني لم يهزم في اي معركة باليمن ومقتلة جنود في جبهة ميدي خسائر معتادة و بالطبع في نهايتها كسب الجيش المعركة ودخل الجيش السوداني ميدي منتصرا ٢. الحليف الخليجي قدم اوجع ضريات الظهر عندما ٱثر الانتصار لمصالحه في تيران وصنافير مستجييا للضغط المصري معترفا بمصرية حلايب ضاريا يتاريخ الارض السودانية عرض الحائط ٣. لم يبادل الحليف الخليجي الاستجابة للازمة السودانية في شح الوقود بل اشاح عن المطالب المشروعة رغم امتلاك الدولتين لاكبر احتياطي نفط في العالم ٣. الحصار الاقتصادي المستمر عبر منع انسياب التحويلات البنكية و التي كانت بتعليمات امريكيه ورغم التوضيح الأمريكي الجديد بإمكانية التحويل الا ان بنوك دولتي الحلف لم تعر المسالة اهتماما ٤. تاكد السودانيين ان اكبر حرب على الحركات الاسلامية السياسية تقودها دول الحلفاء ومن المعلوم انهم يحمرون بصلة النظام السوداني بمجرد انتهاء خدماته ٥. خذلان الحلفاء لمديريات يمنية فيها تجمعات للاخوان المسلمين وابعاد الجيش السوداني منها مثل جبهة تعز المحاصرة والتي تلعب الامارات دورا استراتيجيا في شق الصف بتبني قوات سلفية التوجه تعمل خارج السياق ٦. لم تقدم دول الحلف اي تمييز إيجابي للمقيم السوداني بها فالدول التي منحت ٣ مليون سوري حق الاقامة بلا مقابل ومليوني يمني تنظر للمقيم السوداني كمصدر دخل ضيقت عليه و على اسره الشيء الذي حدا بالهجرة الجماعية للسودانيين من المملكة بما يقدر بمليون هذا الشهر ٧. التهميش السياسي لزيارات الرئيس السوداني و المسئولين بدء من الاستقبال الجاف الى العودة بوفاض خال وعدم تجرؤ اي مسئول خليجي استراتيجي لزيارة السودان ٨. في استعراض جيش الحلفاء اقصى الملك سلمان حليفه القتالي البشير ليجلس بعيدا لصالح السيسي و الذي لم يقدم شيئا لحرب المملكة واجلسه على يمينه وللعلم لا زالت المعارضة اليمينية الحوثية موجودة بالقاهرة وتمارس نشاطها ٩. وجود حركة تجنيد واسعة من داخل السودان تستقطب مقاتلين لصالح دول التحالف ١٠. الاحساس الشعبي الطاغي بان المملكة تقاد بعيدا عن توجهها الاسلامي كارض الحرمين و قبلة الاسلام و النظر الى قيادتها باعتبارها فرطت في ذلك ١١. تصريحات القيادة السعودية التي خذلت القدس و قضية الجهاد وحمايتها كمقدس اسلامي والمقدسات لا تتجزا ١٢. النفسية السودانية المستعلية بعزة النفس والشمم و السمعة الغالية للجيش السوداني بدات في التمرغ بظهور كلمات الارتزاق من بعض الخليجيين والعرب بل والسودانيين ١٣. فقدان السند الاستخباري في المعارك جعل الجيش يتكبد خسائر مقدرة وعلى الرغم من تقييمنا لكل الأرواح الغالية التي بذلت باليمن الا ان تعداد ٤١٢ شهيد كما قيل ليست نسبة كبيرة تعني الهزيمة بالمنظور العسكري فهذا متوقع ومخطط له نسال الله لهم الرحمة ومع كل ذلك لا نشجع لسحب الجيش من اليمن لان الاطماع الايرانية في التوسع ستطال ارض الحرمين واليمن اصبحت ساحة ذلك. فهي حرب مقدسة لكن … بقلم