رغم أن فرضية استحداث نسخة مدفوعة من فيسبوك تبدو مستبعدة على الأقل في الأمد المنظور، فإن فضيحة كامبريدج أناليتيكا الأخيرة التي تورطت فيها الشركة تجعل من هذا السيناريو أمرا واردا بحسب مراقبين. فقد كشفت وكالة بلومبيرغ قبل أيام معلومات تفيد بأن الشركة الأميركية تعمل الآن عل تطوير نسخة جديدة من “الفضاء الأزرق” مدفوعة ودون دعايات. مجانية فيسبوك وكان في تصريح الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ في 11 أبريل/نيسان الماضي أمام الكونغرس بأنه “ستكون هناك دائما نسخة مجانية من فيسبوك”، مؤشرات على أن الشركة قد تكون بصدد التفكير جديا بتطوير نسخة تتاح للمستخدمين بمقابل مادي. وتقول المختصة في التواصل الرقمي ستيفاني لابورت إن غالبية الناس أضحوا يدركون بعد فضيحة بيع بيانات المستخدمين التي تورطت فيها الشركة، أن مجانية فيسبوك مردها لكونهم “هم أنفسهم السلعة”. وتحصد الشركة مليارات الدولارات شهريا من خلال بيع بيانات المستخدمين لشركات الدعاية والإشهار التي تستثمرها في الإعلانات الموجهة. كل شيء مراقب ولا يخفى على أحد الآن -بحسب المختصة- أن فيسبوك لا يجمع فقط البيانات الشخصية التي يضعها كل مستخدم على حسابه الشخصي فقط، وإنما أيضا بيانات بشأن السلوك والرغبات وشبكة الأصدقاء وما يكتبه وما ينال إعجابه. وليست هذه هي المرة الأولى -بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا- التي يعبر فيه المستخدمون عن رفضهم ل”دكتاتورية الخوارزميات” التي تنتهجها الشركة، حيث سبق أن ظهرت منصات حاولت منافسة العملاق الأزرق في عرينه لكنها فشلت، مثل منصات “ماستودون” و”دياسبورا” و”تسو” مثلا. بل بالعكس من ذلك تماما، فقد زاد عدد المنضمين للفضاء الأزرق خلال الأشهر الثلاثة الماضية مثلا بنسبة 13% رغم زلزال كامبريدج أناليتيكا، وسيكون استحداث النسخة المدفوعة من المنصة أمرا واردا جدا في الأمد المتوسط وربما البعيد، بحسب المختصة.
