*هل رأيتم صورة طاقم ولاية الخرطوم أمس ؟!.. *لقد أحصيته عددا ؛ فوجدته خمسة وأربعين (ثغراً باسماً).. *كلهم يبتسمون ؛ ولا أدري إن كانوا يضحكون على خيبتنا… أم على خيبتهم هم.. *والخيبتان تصحان… فنحن تتمثل خيبتنا في صنع (جيوش) حكامنا.. *تماماً كما تصنع الشعوب فراعينها… وفرعون موسى استخف قومه فأطاعوه.. *وخيبة طاقم الولاية تتمثل في فشله المضحك… ويضحكون.. *أكثر من أربعين مسؤولاً فشلوا في توفير المياه لولاية بين (ثلاثة) أنهار.. *وفشلوا في تنظيفها من الأوساخ… و(الصور) القميئة.. *وفشلوا في ردم حفرها… وإنارة ظلمتها…. وصيانة طرقها… وتنظيم مواصلاتها.. *وفشلوا في تحقيق شعار رفعوه بأنفسهم… مدته مئة يوم.. *وهو زيرو عطش… زيرو حفر… زيرو كوش ؛ فكانت النتيجة (بِق) زيرو.. *لا في مئة يوم ولا ألف يوم ؛ لا نتوقع منهم نجاحاً.. *هكذا علمتنا التجارب ؛ فمسؤول زماننا هذا ينجحون فقط في الاهتمام بذاته.. *بأثاث مكتبه… بموديل فارهته… بنثريات أسفاره… بكرسي منصبه.. *عدا ذلك فلا شيء يهم ؛ بدليل الابتسامات الجماعية هذه.. *ولو كانوا يحسون لظهر على وجوههم الغم والهم والحزن… لا الفرح.. *(45) يفشلون في إدارة ولاية كان يديرها شخصٌ واحد.. *وتزايد تعداد السكان لا يتناسب و(تعداد) الوزراء… والمعتمدين… ورؤساء المحليات.. *كل مديرية – أو محافظة – كان على رأسها محافظ… أو معتمد.. *وتسير أمورها على أحسن وجهٍ ضاحك ؛ الآن الأمور لا تسير… والوجوه تضحك.. *صورة تحكي عن مأساة وطن ؛ وزراؤه بعدد مطربيه (الكُثر).. *ثم يمضي إلى الوراء كل يوم ؛ والدول من حولنا تسرع إلى الأمام كل لحظة.. *وبوزراء… ومسؤولين… وطواقم… أقل من (ربع) الذين عندنا.. *وطاقم ولاية الخرطوم – في الصورة – يوجد مثله في ولايات السودان كافة.. *وذلك بخلاف الطاقم الاتحادي ؛ (ثمانون) وزيراً.. *وكل طاقم من هذه الأطقم يساوى عدد وزراء ثلاثة دول كبرى… ذات شأن.. *فقط طاقم الخرطوم بعدد طواقم فرنسا… وألمانيا… وبريطانيا.. *ثم يضحكون ولا يبكون ؛ في الصورة (المقلوبة)… وفشل آخر في انتظارهم.. *فشل التعامل مع فصل الخريف الذي (يُنذرهم) الآن.. *ولكنهم كالعادة سوف (يُفاجؤون) به… وكالعادة سوف يكتفون بالخوض في مياهه.. *ومع (الخواضة) تهليل وتكبير وتشمير ؛ فالصورة محفوظة.. *وصورة طاقم الولاية ضاق بها الكادر؛ وضاقت أنفسنا من هواننا على الزمان.. *أو ربما نعيب زماننا والعيب فينا ؛ وهذه من دلائل خيبتنا.. *وخيبة الضاحكين كذلك ؛ يعجزون عن إرواء مدينة ترقد في حضن ثلاثة أنهار.. *ويعجزون عن إدارة مواصلاتها… وطرقها… و(وساختها).. *ولكنهم لا يعجزون أبداً عن إدارة أمورهم الخاصة ؛ بأمارة ضحكات الرضا.. *فالضحك يجعل الصورة أحلى !!!. صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة