بحكم اني نائب اختصاصي امراض نفسية فهذا يجعل احتمالية استدعائ لحالة عائلية طارئة امر شبه منعدم ، فلا استدعاءات من عينة ( حمودي دا بيطرش من الصباح) ، ما هو لو اكل اكلك دا يا سعدية لازم يطرش ، يعني دا الطبيعي . لذلك كانت مكالمة احدي خالاتي بعيّد صلاة الفجر بقليل امر في غاية الغرابة ( الو بكري ، الحقني سريع ) رحت افكر في كل الاحتمالات وانا ارتدي ملابسي علي عجل ورحت اراجع ال ABC في رأسي، وصلت منزلهم لاهث الانفاس سلام اجراءي سريع ، مالكم عافية ؟ عبده يا بكري ، الولد جن ، امشي شوفو . وين هو هسي ؟ قافلنه في اوضته امشي ليه . توجهت الي غرفة عبده و كلي توجس ، انا اعرف انه من اعقل عقلاء الاسرة ، فهو علي الاقل لا يتدخل في شؤون احد ، قليل الظهور اجتماعيا و لكنه صاحب واجب . ورغم تجارته المحدودة فيده مبسوطة للاهل و الاقربين . دخلت غرفته وجدته جالسا علي كرسيه يبتسم ، قمت بعمل مسح سريع للمكان رسمت لنفسي طريق الهروب في حالة الطوارئ، لا توجد ادوات حادة او شئ يمكنه ايذاء نفسه و الاهم انا . تقدمت نحوه سألته : مالك يا عبده ؟ ابتسم ورد :خالتك قالت ليك عبده جن مش كدة ؟ تجاوزت السؤال لارد سائلا : كدي خليك من كلام خالتي ، انت مالك ؟ _يا سيدي امي لقتني الساعة تلاتة صباحا بستحم ، قمت سرحت شعري و هذبت دقني و و اتعطرت ، لبست جلابية العيد امي قالت لي ماشي وين ؟ قلت ليها ما ماشي حتة ، عندي موضوع مع ربنا بس . كان رده مثيرا لي اكثر من تشخيصه النفسي في هذه المرحلة ، -قصدك شنو ؟ – و لنفرض عندك مقابلة عمل يا دكتور في مستشفي كبيرة ، وماشي تلاقي شخصية كبيرة مش بتلبس احسن شي عندك ، انا عندي مشاكل في شغلي داير اشكيها لرب العالمين ، لبست نضيف و هذبت شكلي عشان اشكي حالي في مصلايتي دي ، دا كل الحصل . لحظات من الصمت قبل ان انهض و انا افكر ، كم من صلاة صليتها دون ان استحضر عظمة من انا بين يديه ، كم من امر شغلني و انا اصلي دون ان انتبه ان من بيده الامر انا الان معه .. صادفت خالتي بالخارج راحت تسأل ( اها مالو ؟جن ولا مالو ) اجبت بشرود : عبده دا اعقل واحد في البيت دا ، اعقل منك و مني.. خرجت وما زالت كلماته ترن في اذني .. A7mmad 5alid Sudanese doctors got talent