أسعدني و بشدة الخبر الذي تصّدر وكالات الأنباء مؤخراً والذي تحدث عن مشاريع حيوية يعمل الجيش على إقامتها في منطقة الفشقة . أسعدني ذلك الخبر لأنه بح صوتنا و نحن نطالب بإطلاق مبادرة لإعمار الفشقة ، فلعمري ذلك مربط الفرس في حسم التوتر على الحدود . وقد كتبت في أوائل شهر يناير أنه يجب إطلاق مبادرات تحت اسم (أنا سوداني أنا) لإعمار الفشقة ؛ حينها لم يهتموا لحديثنا و صموا آذانهم . والحمد لله أنهم و أخيراً أستبانوا النصح وأن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي أدناه مقال ( أنا سوداني أنا) نعيده بعد مرور أربعة اشهر على كتابته ، عسى ولعل أن يعملوا على نماذج المشاريع التي طرحناها . أنا سوداني أنا أعلن الجيش بسط سيطرته الكاملة على طول الحدود بين السودان و إثيوبيا و استعادته للفشقة الصغرى و الفشقة الكبرى و كل الأراضي المحتلة بواسطة عصابات الشفتة الإثيوبية . حسناً... وماذا بعد ....!! ماذا ترانا فاعلين الآن ...؟ و ماهي الخطوة القادمة ....؟ ، و كيف نستطيع تنمية هذه المنطقة ...؟ و إعادة الروح السودانية لها بعد سنوات من التشريد و القهر ....!! ، كيف نقطع دابر العصابات و الموالين لها ...!! و كيف ننهي أسطورة الشفتة ..!! الآن و ليس غداً يجب أن يتم الإعلان عبر كافة وسائل الإعلام و عبر مؤتمر صحفي ضخم عن توزيع تلك الأراضي والتي تتجاوز المساحة الصالحة للزراعة بها أكثر من أثنين مليون و نصف المليون فدان ..!! .الآن يجب توزيعها تحت شعار ( أنا سوداني أنا ) . يجب الآن توزيعها بمعدل عشرة فدان لكل مجموعة من خريجي كليات الزراعة و الهندسة الزراعية و الإنتاج الحيواني وإدارة الإعمال ، بحيث تضم كل مجموعة خريج زراعة و خريج بيطرة وخريج إنتاج حيواني و خريج هندسة زراعية وأيضاً خريج إقتصاد إدارة أعمال . بذلك نكون حاربنا العطالة أولاً ووفرنا وظائف لهؤلاء الشباب و استفدنا من كفاءاتهم و منحناهم الفرصة ليعملوا في مجال تخصصاتهم و في مهنة يعشقونها . فيرفعوا من قدراتهم ، و يساهموا في دفع عجلة الإنتاج ، و يشعروا بالإنتماء الحقيقي لهذا الوطن حين يساهموا في حماية الحدود . وعلى الدولة أن توفر لهم كل الدعم المادي و العيني في هذا الصدد ، عن طريق عقود واضحة تضمن لكل الأطراف حقوقها وواجباتها ، و تضمن لهم العدالة التامة في حفظ مجهوداتهم . تلك العقود لا ينبغي أن تغفل أهالي المنطقة وأصحاب الأراضي الذين كانوا يفلحون تلك الأراضي قبل سيطرة العصابات عليها ، ولكن ينبغي أن تختلف الرسالة هذه المرة . بحيث تكون الرؤية واضحة لا مجاملة ولا لبس فيها إما أن تفلح أرضك بنفسك و إما أن تبحث عن شريك أو تؤجرها لخريجي الكليات المرتبطة بالزراعة و الثروة الحيوانية . ولكن أن تترك تلك الأراضي بور فيطمع فيها الأغراب فهو مالا ينبغي أن يحدث حتى لو تم نزع تلك الأراضي من أصحابها الذين يتركونها بور ، فالمسألة أكبر و أعمق أنها مسألة أمن قومي . أيضاً ولمزيد من الاستقرار ينبغي تزويج هؤلاء الشباب و إحصانهم بفتيات سودانيات حتى لا يتزوجوا من جيراننا من الدول (و تكون يا أبو زيد كأنك ما غزيت ) كما يجب إقامة مشاريع خدمية مستشفيات و مدارس و رياض أطفال و مخطط سكني و أسواق وبنوك و ميناء بري . المشاريع أعلاه يجب أن تتبناها الدولة و يساهم فيها القطاع الخاص تحت بند حماية الحدود قبيل بند المسؤولية المجتمعية . خارج السور : مالم ينطق كل شبر في طول الحدود و يقول (أنا سوداني أنا ) فعلاً و قولاً و عملاً و أخضراراً و وعداً و تمني فلن نشعر بمذاق الإنتصار.