يعتبر الفنان الكبير مجذوب أونسه من الأصوات الغنائية التي رفدت الساحة بأجمل الأغنيات، فهو صاحب صوت مميز تم وصفه بالحنين والعذبة خاصة عند أدائه لأغنيات الحب والشجن التي يسكب فيها عصارة ما يمتلكه من حس إبداعي. صاحب آراء واضحة وصريحة شخصية متواضعة ومحبوبة تحمل صفات السوداني الأصيل. (كوكتيل) التقته في هذا الحوار لمعرفة الكثير عن تفاصيل حياته الفنية ورأيه حول عدد من الموضوعات...نتابع ما ورد في الحوار *أنت قليل الإطلالة في القنوات الفضائية ؟ بعض القنوات الفضائية لديها اختياراتها لمشاركة الفنانين في برامجها وهي غالباً لا تستند على معايير الاختيار الصحيحة وهي الموهبة الحقيقية وما يقدمه الفنان، إلى جانب المجاملات التي تطغى على الكثير منها (صاحبي وصاحبك) وهو أمر مزعج يهدم القيمة الحقيقية للفن. *هل الجيل الحالي من الفنانين يسير على نفس خطاكم من ناحية نوع الغناء الذي يطرح في الساحة؟ نحن وعدد كبير من عمالقة الغناء الذين أثروا الساحة الفنية اجتهدنا كثيراً في أن نقدم الجميل الذي يستمتع به المستمع ومع مرور الوقت ووجود جمهور كان حرصنا المحافظة عليه، جيل اليوم يختلف عن جيل الأمس كنا نتمنى أن يكون هناك تطور في شكل المفردة والمحتوى والألحان بإضافات حقيقية ولكن على ما يبدو أن البعض استسهل الأمر ورغم ذلك هناك فنانون مجتهدون طوروا من أنفسهم وقدموا أجمل الأغنيات. *مع من تزامن ظهورك من الفنانين؟ تزامن ظهوري مع الفنان الراحل محمد سلام ونجم الدين الفاضل وسبقنا الفنان الراحل خوجلي عثمان، كانت مرحلة جميلة من حياتي زاخرة بالإبداع والمحبة. *هل تواصل الأجيال موجود في الساحة الفنية أم هو مجرد شعار؟ تواصل الأجيال مهم جداً عن نفسي مؤمن به تماماً ولا أبخل في مد يد العون لكل مبتدئ، شاركت كذلك في أكثر من برنامج مع عدد من الفنانين الشباب الواعدين للوقوف معهم ومساعدتهم وتوجيههم فأنا بالنسبة لهم (معلم) وموجه لم أقصر معهم على الأقل الناس تستفيد من بعضها البعض والأجيال تتجدد. *انتشار الأصوات الغنائية بتلك الصورة الكبيرة..هل أضاف للساحة الفنية أم خصم منها؟ فعلا امتلأت الساحة بأصوات كثيرة جداً فيها الجميلة لكن الكثير منهم يفتقد البوصلة والتوجيه وبعضهم يسعى للشهرة ولو على حساب تجربته بتقديم أغنيات غريبة وهي بالتأكيد خصم عليه. *في ماذا يختلف جيلكم عن الجيل الحالي؟ يختلف في شكل الغناء والجمهور والعلاقات القوية التي كانت تربط بين الفنانين بالرغم من أنها كانت محصورة والقنوات محدودة، الآن الوضع اختلف ظهرت أنماط جديدة ومتعددة من الغناء إلى جانب وجود القنوات المختلفة الفضاء منفتح. *طبق والي الخرطوم خلال الفترة الماضية قراراً بعدم الغناء في الأندية والمسارح بسبب جائحة كورونا..وكانت النتيجة القبض على عدد من الفنانين والموسيقيين وسجنهم وتغريهم..ما رأيك؟ قرار القبض على الفنانين كان قراراً (بايخاً) فرضته ظروف معينة ولا مشكلة في قرار الوالي ولكن طريقة التعامل مع الفنانين بتلك الصورة الوقحة لم تكن جميلة بالقبض عليهم وسجنهم وتغريمهم، ما حدث أعتبره قرصنة ونحن في بلد انعتقنا فيها من ظلم الإنقاذ ومشاكلها من المفترض إلا تعود مثل هذه الممارسات. *ماذا كان دوركم كفنانين؟ نحن كفنانين دورنا أخطر خاصة إذا تمت محاربتنا ليس لدينا سلاح غير فننا، رفضنا القرار وناهضناه ورغم عودة النشاط لكن هناك أشياء لا بد من وضعها في مكانها الطبيعي ومعالجة بعض الأمور. *حدثنا عن اختيارك ومشاركتك هذا الموسم في برنامج (يلا نغني)؟ تمت بدعوة كريمة من قناة الهلال فوافقت على الغناء في معية مجموعة من الفنانين من بينهم واعدون سيستفيدون ممن سبقوهم في المجال، قدمت خلال البرنامج أغنية أهملتها طويلاً، فيما ردد الشباب أغنياتي والحمدلله لدى غناء جديد كثير. *قفزت عدادات الفنانين مؤخراً لإرقام خيالية..كم يبلغ عدادك؟ بالنسبة للعداد الوسطية مطلوبة المغالاة لا داعي لها ومن حق الناس تفرح، أنا شخصياً أجري معقول مابين 120-150 مراعاة لظروف الناس لأن المواطن يدفع ذلك المبلغ وهو يمر بظروف صعبة. *هناك فنانون عداداتهم عالية ضعف عدادك ومايقدمونه لايرتقي للذوق؟ للأسف أصبح الناس يهتمون بالمظاهر بمعنى (عايزين فلان وعلان) من هم مثيرون للجدل يبحثون عن الشو وللأسف هم يضاعفون الأزمة. *رسالة أخيرة..؟ الساحة الفنية في حاجة إلى أن ترفد بأجمل الأغنيات والألحان والشباب الحالي قادر على ذلك إذا ترك بعضهم الاستسهال واجتهد مع نفسه لتقديم الجميل الرصين وستأتي أجيال يكون لها تأريخ فني ناصع وسنذهب نحن ويبقي فننا، هذه هي سنة الحياة. *جديدك؟ أغنية للشاعر شقوري من ألحان عبداللطيف (الشمس شرقت) وأخريات. حوار: محاسن أحمد عبدالله
