قال ضابط برتبة رفيعة في الجيش السوداني ل«القدس العربي»: «ليس هناك انقلاب ولا يحزنون، وليس هناك عاقل يفكر بهذا، ولكن المشكلة بعض القوى المدنية تحاول الهروب للأمام بتسويق أن العسكرين يريدون الانقلاب على القوى المدنية، لكسب تعاطف الشارع وتجميعه خلفها باعتبار أن الجيش هو «الحيطة القصيرة في ظل فشل يلازم الحكومة وانحسار الدعم الشعبي عنها». وأضاف، مفضلا حجب هويته، «شركاؤنا من المدنيين بدل أن يعملوا على تغذية روح العمل الجماعي لتخرج البلاد لبر الأمان والانتخابات يقومون باتهام الجيش وقيادته لأنهم عاجزون عن تيسير حياة المواطنين والقيام بواجبهم كحكومة مسؤولة وهم يعلمون أنهم فشلوا في توفير الخدمات من صحة، وحال المستشفيات لا يُخفى على أحد، والتعليم متدن، والطرق صارت سيئة». وتابع: «نحن آمنا بالتغيير، وأحلنا مئات الضباط للمعاش، لتحويل الجيش إلى مؤسسة قومية وماضين في إصلاح مؤسستنا، ونعمل مع جيوش العالم بعد انقطاع لشراكات منتجة، عليك أن تسألهم بعد عامين، ماذا فعلوا لبناء دولة عصرية غير الكلام والشكوى». وزاد: «الجيش يعلم المخاطر التي تهدد وجود السودان من سلاح يملأ البلد وحدود مضطربة في ليبيا وافريقيا الوسطى وجنوب السودان وحرب مع إثيوبيا، ونحن مشغولون بهذه المخاطر وندفع ثمنا غاليا من سمعتنا من شركائنا الذين لا يكفون عن اتهامنا، ومع ذلك لن ننقلب على المدنية، وكل هذه الضجة لأننا طالبناهم في الأسابيع الماضية بتكوين مفوضية الانتخابات، والتعداد السكاني، والبدء في كتابة الدستور، لأن الانتخابات يفترض أن تكون خلال عام ونصف فقط، لذا، هم عملوا الضجة هذه ولن ننقلب عليهم ولن نتراجع عن عقد الانتخابات في موعدها وتسليم السلطة للشعب». عمار عوض