بدأت مشاعر الرئيس المعزول عمر حسن أحمد البشير، مختلطة ما بين الحزن وابتسامة طفت على ملامح وجهه، وهو يشاهد من داخل المحكمة لحظة تلاوته للبيان الأول لإنقلاب الإنقاذ قبل 32 عاماً، الذي قدمه الاتهام دليلاً ضده. كما بدأت آثار الشيخوخة والتقدم في العمر، تظهر على ملامحه، بعد أن قضى في الحبس، نحو ثلاثة سنوات منذ سقوط نظامه في أبريل 2019. وظهر البشير وكأنه معتزاً بما قام به، وهو يشير إلى نفسه للتأكيد على ما جاء ببيان انقلابه في العام 1989م. وكانت محكمة الاستئناف بالخرطوم، قد طلبت على نحو مفاجئ، جزئية محددة بملف قضية مدبري انقلاب يونيو 1989م للنظر في الطعن المقدم من هيئة الاتهام عن الحق العام في الدعوى الجنائية. وكشفت مصادر وفق (الصيحة) أن هيئة الاتهام عن الحق العام تقدّمت بطعن أمام محكمة الاستئناف الخرطوم ضد قرار محكمة الموضوع المنعقدة بمعهد تدريب ضباط الشرطة بالأدلة الجنائية شرق الخرطوم برئاسة قاضي المحكمة العليا حسين الشيخ الجاك، الذي قضى بإيقاف محاكمة المتهم السابع عشر أحمد محمد علي الفششوية، وذلك بعد أن ثبت طبياً إصابته بعاهة عقلية ولا يتمكّن معها من الدفاع عن نفسه على ذمة القضية. وكان الفششوية يواجه، إلى جانب الرئيس المعزول عمر البشير و(26) آخرين من قيادات ورموز العهد المباد، اتهاماً على ذمة الدعوى الجنائية.
