قادت الصدفة صحفي دنماركي ليكون سبباً في مبادرة إنسانية غير متوقعة تجاه أطفال جنوب السودان من نادي "ايه سي ميلان" الإيطالي. وبدأت القصة عندما لاحظ يان غراروب، خلال رحلة عمله الصحفية لدولة جنوب السودان لتغطية ومتابعة الأحداث الخاصة بالفيضانات، صبياً من جنوب السودان يرتدي قميص نادي "ايه سي ميلان" الإيطالي، وصادف ذلك إعجابه لكونه من مشجعي النادي الإيطالي، ولفت نظره أن القميص ممزق وطلب على الفور من الصبي تبديله بقميص آخر جديد أهداه له مقابل تسليمه القميص القديم الممزق وسط دهشة الصبي. وكان "غراروب" يفكر بطريقة لم تخطر حينها على الصبي، حيث قام بإرسال القميص الممزق لنادي "ايه سي ميلان" وشرح لهم الموقف الذي عثر فيه على قميص النادي. وجاءت ردة الفعل من النادي الإيطالي بأكثر مما توقعه الصحفي الدنماركي بحسب موقع "توب افريكا" المهتم بشؤون كرة القدم الأفريقية، حيث أرسل "ايه سي ميلان" تبرعات مادية وعينية لأطفال دولة جنوب السودان عبر "اليونيسيف"، كما أرسل أطقما من قميص النادي بأعداد كبيرة هدية إلى عموم أطفال جنوب السودان. وذهب النادي الإيطالي أبعد من ذلك، فور تلقيه القميص الممزق، حيث قرر وضعه في متحف "موندو ميلان" كرمز للانتماء والعاطفة التي توحد جماهير ومحبي النادي في جميع أنحاء العالم، معتبراً موقف الصبي تعبيرا حقيقيا للانتماء مهما بعُدت المسافات ومهما كانت الظروف الاجتماعية
